الاثنين، 16 ديسمبر 2013

طود الرؤى

رثائية لاستاذي المرحوم الدكتور عدنان عبيد العلي
استاذ الادب العباسي والعصور المتاخرة
                     طود الرؤى
على هامِ المدى رُكِزتْ رُؤاهُ == ونبضُ الفكرِ يا وشماً صداهُ

أعارَ النجمَ نثرا من ضياءٍ == وأقمارٌ له لبِستْ سناهُ
اذا التطوافُ فرضٌ في علومٍ == فدينُ الحرِّ ولّاهُ نِداه ُ
لِمَنْ في الدرسِ قدوتُنا جميعا == ونورٌ كان أسرجَه مَداهُ
وفوق المنح مِن كفيه سكب == سيهدينا من الأنوار ماهو
سرى قطفي بعينِ الشمسِ هتْكا == لسرِّ الشمسِ اِنْ حازتْ علاهُ
يقينا ما أرى مِن عجْزِ قولٍ== اذا قيلَ ومَنْ ذا قلْتُ ذا هُوْ
هو العرفانُ ينطُقُ عن كمالٍ == الى حيثُ العلى شهْدٌ جناهُ
ومَنْ حازَ التسامي في استباقٍ == تُصدِّقُني الدروسُ وما اجتباهُ
لمَن في الدرسِ مِسكٌ في جِفانٍ== ومِسكُ العمرِ فارغةٌ يداهُ
مِن العَلَمِ الذي قد كانَ عدلا == لأمجادٍ تُسطِّرُها يداهُ

أيا رُبّانُ بحرٍ في عطاءٍ == ومفقودٌ القوافي ثُمَّ آهُ
ويا أستاذُ فخرٍ أنتَ فخري == أذا عَزَّ الفَخارُ وضَنَّ جاهُ
أ تُمْسي في ترابٍ يامِثالاً == فتَبكيكَ الشوامخُ والجِباهُ
وتَرثيكَ القوافي حاسراتٍ== أيا هذا الذي شطَّت نَواهُ
أبا عمّارِ ياوجها لِطَيْفٍ == من الأطهارِ قد مُدَّتْ يداهُ
لتُهدينا سماحاتٍ ونُبلا == وفيضُ العلمِ بَدْءً مُنتهاهُ
فقدناكَ أبانا هل أسانا == تأسِّينا بهِ يكفي أساهُ
بكيناك سنيناَ من دماءٍ == فهل وفَّتْ مآقي مَنْ رثاهُ
ونزفُ العينِ نَزْر مِن وفاءٍ== لمِنْ بحر به السيلُ زباهُ
بهِ سُقيا لِمَنْ صَحُرتْ وتاهَتْ == بهِ الأفكارُ أو غِيضَتْ سُقاهُ
لك الرحماتُ مِن ربِّ البرايا == بِرُحماهُ تغشّى مَنْ أتاهُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق