الأحد، 23 سبتمبر 2012

قصة قصيرة/ فتية تعانق القلم

فَتِية تعانق القلم
*********************
احببت الحياة اذ كنت طفلة
كان عنوان اول تعبير تخطه أنامل سيجنُّ جنون صاحبتها بعد حين بذلك الحرف وصنوه القلم .
كنت انتظم صفا بين فتيات يحسنَّ المزحة والعبث ويثيرنَّ الصخب....... وسط تلك

الاجواء انتصبت قامتي قبل ان اجلس على رحلة الدرس وقبل دخول المعلمة ،

كنت في الصف الخامس الابتدائي ، والمعلمة السمراء النحيفة لها عينان

سومريتان وقامة فرعونية تحضر ، كنت اراها تخترق الرؤى بتلكما العينين ...

بعد دخولها ساد الصف هدوء كنت في امس الحاجة اليه لان صخب الروح لاتبدأ

طقوسه الا في اجواء الصمت .

تناولت المعلمة الطباشير بعد تفقدها الطلبات الحاضرات فصدر اول اوامرها

:اكتبي معي

عنوان الموضوع التعبيري (أحببت الحياة اذ كنت طفلة),

الله ... تداعى لي العنوان بكل صور الطفولة تلك ، مرحها ألعابها حكايات الجدة

وقبلات الاب الرؤوم

احتضان الام في الايام الباردة وتلك الرعشة التي تسري في الاوصال عند

اشتداد البرد والتي سرعان ما ستدحرها الام الحنون بمد من الاغطية الثقيلة

فيعم الدفئ اركان المكان ... بتحلقنا مجموعة صغار في حلقة رائعة حول

ا
لمعلمة وهي تحكي لنا قصصا تصدرها احدى دور النشر آنذاك ...ووو


تتداف
ع الصور والقلم يدوِّن معها والفكر مزدحم بخلجات مع مايرتل القلم ....

.
الدرس ينتهي والموضوع لما ينته بعد ، وصاحت المعلمة - : سلِّمي الورقة

فالدرس انتهى .

كنت مشفقة ان لا اكون قد انتهيت من الموضوع كما تجب النهاية وفعلا لم تكن


نهاية للموضوع

سلمت ورقتي بانكسار ،ماكان يعزيني خلاله الا تذكري للصور الحياتية التي

دون
تها هناك على ورقتي .وبعد ساعة بعثت المعلمة في طلبي ...رباه

ستحاسبني لانني لم انته ، كنت ارتجف فرقا ...نعم ستحاسبني المعلمة ،

وفي الطريق اليها كان يحشو الفكر الف سؤال والف اجابة ...مبهمة كلها وشدة

واشياء كبيرة ...المعلمة تقوم مستقبلة اياي وهي تنادي :


تعالي عزيزتي اجلسي قربي ..رباه ،أأجلس قربها كانت استجابتي مترجمة

بدهشة كبيرة ، وعادت تقول :اجلسي هنا تعالي قربي .

من مثلي وانا من تجلسها المعلمة قربها !

طبعا انت كتبت الموضوع في الصف ، فمن اين لك هذه الروعة وقوة الاسلوب ؟!

صعقت انا تضبب نظري وطأطأت رأسي وفي داخلي رقصات فرح تحضنني وتطير

بي الى اجواء لاتوصف من الزهو والمتعة ...الحمد لله ليس السلامة من العقاب

على عدم وجود النهاية للموضوع ليس هذا مابعثتت الي المعلمة بشأنه .

اما وقد مدحت موضوعي ، بل لقد كانت مذهولة وكانت ترفع صوتها بحضور

زميلاتها وهي تفخر بي ...فأنه شأن طائر سنونو جمحت اجنحته على جسد

غيمة بيضاء وتمدد في زهو يناطح عنان السماء فرحت فرحت ،وقلت لها كنت

اكتب ما اراه في داخلي اعبر به ...وبغير انتظار بل بدهشة صارمة تلقى جبيني

قبلة معلمتي وكلمة لاتنسى مدى الحياة :لك مستقبل كبير في الكتابة فقط استمري ...

اماه هل انا في حلم ؟؟ لا ليس حلما فهاهو جرس الدرس الثالث يدقه الحارس

بشدة ليعبث باوصال السكون ..ويصحو النائمون . بعد قليل اشتقت للكتابة وانا

في درس العلوم شعرت برغبة غامرة ان اكتب ولكن المعلمة ستراني وربما

عاقبتني ،سأنتظر خروجها ...

في اجواء مبهمة بالنسبة لي كانت تأخذ المعلمة تلميذاتها فيما اراني اسير

الى الخلف منهن وروحي سابحة في اجواء نشوة توسلت فيها الساعة ان تغذ

سيرها نحو نهاية الدرس ،وانتهى الدرس فعم الصخب المكان بخروج المعلمة .

معظم الطالبات تغادر الصف وحاولت الاخلاد الى ورقتي لاكتب لكن الصخب في

الخارج يتناسل ويقتل كل فكرة فالاوأجل امنياتي الان ورغم انفي كان لي ان

اتحرق لهفة الى العودة الى البيت .

لأعاود تحقيق فرصة لثم القلم لورقتي البيضاء ...

عند المساء عم السكون واختلست ضوء مصباح قريب لاجلس تحته القرفصاء

وتلك الانامل تحتضن القلم واخرى تحتضن الورقة لاكتب قصة لما تزل تفاصيلها

علي ان اخرجها للنور فليس ثمة وليد طال انتظاره وطالت حياة الجنين فيه كما كان الامر مع تلك القصة ..

ريث قصة سيبدأ العشق الروحي للكتابة ...ساكون كما تنبأت لي معلمتي

..سأكون وليتني اكون بل سأكون ....ورقتان باربعة صفحات سطرت فيها رائعة

قصة صداقتي مع القلم

ولى اقدم صداقاتي مع القلم
****************
((صورة لاشيئ الا الموت يمحوها))
متعبا يأتي كل يوم من عمله ،يحتضن صغاره ويوزع قبلاته على جباه ذكورهم ،
فيما تحظى وجنات اناثهم بقبلات ارق ....ثم يشرع بيد لاكتها الحياة وتفردت بالقاء اعبائها عليها
يشرع بقسمة اشياء اخرى ايضا بين اولئك الصغار ،انها فاكهة كيسه الورقي الاسمر الورم بمايحفل .

كنت في الثامنة من عمري الهو احيانا وحدي عند دكة باب البيت متأملة المركبات المتواضعة الرائحة جائية بطريق ترابي آنذاك وانا ارنو اليها بعينين فارغتين انظر الى مشاهد عديدة التمس تفسيرات لما يحدث واحيانا لما يجب ان يحدث في الشارع على ان شيئا ما في غوري يحدثني باشياء اخرى اكبر لا اكاد اتبينها او دوافعها الا ان عقلا اكتمل وشاخ وتفرس في الامور ، بحيث وطئته اعباء الحياة ،ذلك العقل يخبرني الان بدوافعها .

انه يخبرني عن صخبي الروحي في حديث النفس لذا لا انبس ببنت شفة ، فطالما كنت العب مع اقراني او قريناتي و كثيرا ما داهمتني تلك الافكار الطوباوية احيانا اصنع من السقف طريقا امشي عليه بالمقلوب واصيح بتؤامي –اختي- بنبرة فيها تحدٍّ كبير :اليَّ اليَّ ..هل يمكنك الان الامساك بطرف ثوبي ؟
ثم اقهقه عاليا ..........منتشية بنصر باهر على (خضراء العينين ) اختي ، تعويض ما اشعر انه ياخذني الى عالم ينصفني من تلك الام التي تشعرني بكبير اهتمامها باختي وطالما حدثتني نفسي ان نصيب اختي من اهتمام امي جنون ،لانها تحمل ذات لون عينيها وبعد انتهاء سورة من الغيرة اطأطئ راسي خجلا من افكاري الشيطانية واحاول نزع اشواك تلك الافكار بقلب دامٍ ، لكن عزاء يلوح لي على المدى يلحم رأب الصدع في جمجمة النفس الكبيرة ،انه حنان ابي .

كل يوم ألمحه يعود من عمله كالَّا ويداه ملوثتان ببقايا نشارة الخشب والغراء واصباغ الاثاث ..وعادة ما كانت امي تأتيه عجولة بالماء والصابون لتغدق عليه من البركات لهذه اليد الكالَّة مساء وفي العطل صباح مساء .
سمعته يوما يدخل ليناديني –ولاشيئ يعدل فرحتي بندائه- لانبري متربعة في حضنه المجهد فياخذ في عناقي وهو يخبئ لي في يديه شيئا خلف ظهره متحديا :ان لم تقبِّلي بابا فلن يعطيك الحلوى ،ودونما اجابة مني افر اليه كحمامة تتوق لحبة قمح فاتسلق صدره نحو ذقنه واطبع قبلة امتنان لاتحجَّم على خده الايمن ولايتوانى عن ان يمنحني بعدها خده الايسر وهو يقول :بعد ،من هنا .فاطبع قبلة لاهثة واسترق نظرة للحلوى المخبأة من فوق اكتافه، قبل ان احظى بها .

كانت قبلاتي تركض مطواعة نحو ذينك الخدين ليلهبني في قبالها بقبلات على جبيني ... وعلى شفتيَّ احيانا ،حنان فيه تعويض .

امي لم تكن قاسية معي لكن شعورا بفرط اهتمامها باختي –قياسا لما تمنحني –هو مايلقي بظلال الافكار الشيطانية على روحي والتي سألعنها بعد حين .

في يوم من الايام عاد ابي متعبا جدا ومتعصبا وهو يصرخ بأخي المشاكس الذي يكبرني بعامين ،رأيت شرر غضبه فاجتاحتني موجة رعب فلذت خلف خزانة الملابس فزعة .........ياالهي !كيف ساقبّل ابي الان ؟تواردت الخواطر والافكار الطوباوية تغزو فكري وروحي معا فتملكتني حالة جنون لكن هادئ خشية ان يلمح ذلك ابي الغاضب .

برهة ثم سكت عنه الغضب فناداني ، آآآآه كيف ساخرج الان وهو يجلس قرب الخزانة ؟!
كنت ما ازال اخوض بافكار العقاب وتساؤلات تلصص على فكري ترى ماذا سيفعل ابي ؟كيف سيعاقبه ؟
كانت ضربات قلبي تتصارع ، ويلاه كيف ساخرج الان ؟ تذكرته يتأبط جريدته التي يقتنيها من بائع متجول يمر بمحل عمله يوميا لانه يعرفه قارئا جيدا ....تلك الجريدة التي رمى بها على الارض قبل ان ياخذ باذان اخي معا ويصرخ به .

ترى ماذا في تلك الجريدة ؟لعل مافيها قد زاد من غضبه ولكن ماهو على اية حال ؟ذلك كان احد الاسئلة الملحة على فكري من روح صاخبة .

تمنيت ان يغادر ابي الغرفة لاحظى بنظرة فلعل فيها تعليل لغضبه .وبعد طول انتظار فوجئت بقيامه منتصبا ليتجه الى الباب مناديا امي فتسللت على اطراف اصابع قدمي مسرعة نحو الجريدة لاسترق نظرة واعيدها نظرة على مازرعته من افكار في نفسي تناولتها واخذت ابحث بنهم عن ضالتي لكن عبثا كان بحثي فلم اجد سوى اعمدة سوداء لكتابة بحروف عربية فاين الصورة التي اغضبت ابي ؟اذن لابد ان المكتوب فيها هو ما اثار غضبه ولكن ياربي كيف اعرف ؟

كنت طفلة في الصف الثاني فانّى لطفلة بهذا العمر البرعمي ان تقرأ اسباب وحوادث ، بينما بالكاد علمتنا المعلمة حروف العربية ؟ لا ان هناك كلمات معدودة تعلمنا نطقها فكيف ساقرا مع هذا التعلم المتواضع ؟

كيف ساقرا غضب ابي ؟ كل ذلك وانا على يقين ان اخي قد كسر مرآة كبيرة بضربة كرة تلك المرآة العزيزة على قلب ابي والتي علّقها عند مدخل المنزل اعتزازا بها لانها صنع يديه وقد اطرها باطار من خشب الساج الراقي فجاءت لوحة رائعة ، حق لاسرتنا الاعتزاز والفخر بها . افلا يكفي هذا الحدث سببا لغضب غير معهود من قبل ابينا ؟


عدت بنظري الى الجريدة بعد ان سرح خيالي قرات كلمة (في ) الله.... نعم لقد علمتنا المعلمة الحروف العربية واستوعبتها جيدا ، ان غضب ابي لم يشجب ذاكرتي عن حروف رائعة كم هي سهلة !ف ي ...في ...ورحت اطمح ان اقرا كلمة اخرى ،
حرفا حرفا نطقت بحروفها لكن قراتها بشكل مضحك لا اكاد اتبينها الان ،ثم سرحت ...لا ماهكذا تقراأ ياربي كيف تقرأ ؟
اهدتني احدى الكلمات الى قراءتها متذكرة كيف تنطقها المذيعة في التلفاز نعم هكذا تقرا ساقراها وقراتها ..........الله
انها افضل لعبة كم انت رائع يا ابي ؟!لعبة الكلمات المصفوفة بالاحرف والمتراقصة على سلم الجريدة ....اخرى واخرى ، والفرحة تغمرني وفي وسطها تردد على سمعي صوت ابي ضاحكا....يا الله كان يقهقه ....الحمد لله هكذا بعد الشدة يحظى المرء بقراءة سلم الجريدة هل هو سلم ؟؟؟هكذا تراءى لي ولم اكن املك تسمية اخرى لعمود الجريدة تلك الايام .

قرأت وتجاوزت ثلاثة أسطر، فعنت لي فكرة :ساقراها على ابي وافاجئه قبل ان يطلب قبلات الوجنتين .
ودونما وعي وجدتني اتلعثم بطرف ثوبي راكضة نحوه بالجريدة كان واقفا وبيده حبة فاكهة كبيرة اسمها المانجو اكبر من البرتقالة ولونها مثل لون البرتقالة وقد اشار الي بها ...مطمع القبلات فقلت له :ابي اريد ا ن اقرأ لك فضحك عاليا وهو يسمعني ........

اي بابا الاتصدق ؟انظر : في وطنه يكتب ...........كنت اقرا ونفسي تحدثني صاخبة وانا اقرأ واقرأ وعيناي مسمّرتان على الكلمات لكن نفسي تنظر الى فم أبي المفغور على حديه دهشة بقراءتي ،كانت نفسي تطير بتلك الدهشة ولم اكن انظر اليه بعد فلم اشعر الا ويداه ترفعانني الى صدره ثم اعلو واعلو واطير واطير لا ادري اي مدى بلغت !!!!!

كان ذلك اول عهدي بقلم خط حروفه ، فمتى كان عهدي بأول قلم خط حرفي ؟؟؟

قصة قصيرة / مت قاعدا

غادر المقهى ورجلاه لاتقويان على حمل ذلك الجسد المثقل بهموم الكون .عينان غائرتان في محجرين ضبابيين ،وشفة تيبست على حر آهٍ انطلقت بقافلة تغذُّ السير حتى آخر محطات العمر .لايدري كم من الوقت مضى منذ استلامه ذلك الطرد الجهنمي ،وكان يحسبه هدية العمر
مضى عبر طريق طويل ،اصطفت على جانبيه ،اشجار الجوز سامقة عملاقة تتحدى عنان السماء .رفع بصره الى اعالي الاشجار فاستدار الكون وسحبه ليأخذه معه في دورة تحدّ تلاشى فيها العمر ،حتى وجد نفسه اخيرا بعد الاستدارة يهبط من أعلى ليتلقى الارض بصدر بارد .كان ذلك يوم الخميس يوم وصله المظروف القاهر وفيه قرار بالاحالة الى قيد الفناء ... شرارة ملتهبة تكوي قرارته ،هل للموت هو الآخر دعوات الى محتفليه ؟وتصبب العرق من جبين تغضَّن بتفاصيل السنين المعجونة ببلوى صك القدر ..فتجمد صدره بصقيع مابعد الموت .
الثلج في الخارج يتناسل، لا احد سوى تلك الاشجار السامقة التي شهدت أحداث السنين وهي تخط سطورها على حياة العابرين ،موت وحياة هكذا تردد في غور نفسه .ثمة شجرة غادرتها الحياة لكن جذعها بقي علامة حياة فعلى صدره نقشٌ أرَّخَ عليه الحبيبان اقترانهما فولدت الحياة .
ادخل يده في جيبه باحثا عن شيئ لم يتبينه هو نفسه بل لم يدر سراحتياجه اليه الان لكنه بقي باحثا .. اوه ، انه ذلك المظروف اللعين الذي بات خاصرة وجع تؤسس لحفر حِجرٍ مظلم ستُزج فيه حياةُ واحد وستين عاما من العرق المنسرب تحت وطأة صيف يصهر الاكوان فتضيع استدارتها بانصهار اشكال عشوائية
كان شابا حين ولج ذات يوم حمى الالم الابدي ،تلك الدائرة المشؤمة ليعين فيها محاسبا بأجر زهيد لم يكن يبتغي العمل الا لكي يجد ملاذا من ثقل اسرة تعج بضوضاء اربعة عشر فردا ،اخوان كبيران لابيه وزوجتاهما واولاد لهما ،أربعة عشر نفس تتكور في قاع جحر مهترئ اكلت دودة الارض منه ما اكلت وما ابقت غير شاخص من اطلال آيل للسقوط باشارة بنان .كان يقف على حافة ألم طويلا ،انطلقت من حنجرته حسرة آه، لولاك أيها القدر .
لم تستقر يده الباحثة في قعر جيبه الثاني حتى يمم بها صوب جيبه اليسار وقبل ان يدخل يده اصطدمت للتو بجمرة في ذلك الجيب ،جمرة هتكت عروق تلك السنين وهدت ساعاتها المتناثرة وشك ريح.اخذ الظرف واعاد قراءة محتواه كانت بالقرب حمامة تلوذ بغصن لا اوراق فيه وقد جمدها الصقيع .
مرت لحظات تصبِّر ألجمت صدره عن آهة ،كان اول وجه في ذلك اليوم الذي وضع قدميه فيه في الطريق الى الدائرة ،هو وجه الحبيبة ذات العينين الخضراوين والشعر البني المنسدل على كتفي انثى بحق لهما استدارة الذهول كانت انثى من نوع آخر ، تشير الى الحياة فتأتيها على قدم، كانت مرحة يحبها الجميع ولكنه يلمح ثمة حزن يسكن تلكما العينين حين تعدو عيناه نحوها كان يراها تلوذ بصمت قلق رغم صخب روحها....... يثقل صدره تشوق الى شيئ ما ،رآها مرة صدفة فاستقبلت نظرته بابتسامة طفح بها فوها ، ابتسامة مزجت بسحر مقيم فقد كانت مشحونة بالم وحزن علقت قلبه وغابت .
بعد اسبوع واحد من الدوام وجد نفسه لايستغني عن رؤية تلك الابتسامة المشحونة بالحزن والصمت تضفي الرهبةعليهامن جلبابها ، وكم نازعته نفسه الى البوح وكم صرعه الشوق ،حتى قرر ذات صباح ان يفعلها ، ان يبوح بوحا برؤى اخرى .
خطرت له فكرة ،سيحمل باقة ورد ويقدمها في حضرتها وليكن مايكون، استيقظ صباحه مشتتاً بين أمل غامر ورهبة تسحبه نحو نكوص للحياء والتردد ...كان صباحا متفردا سيرسم شكل الحياة فيما بعد. مضى خارج المنزل وهو يردد في اعماقه لحنا عشق فيه طول الطريق واللهفة نحوها توقف لحظة ليجد حبيبين خرجا مبكرين لاجل ان يخطا على شجرة بلوط -ذات اوراق خضر تزهو- تاريخا لعهدهما وكم تمنى ان يباركهما احس برغبة حقيقية في قرارته بذلك الشعور ،غمرته فرحة وهمَّ ان يفعل لكنه عدل عن ذلك خشي من خذلانه بحيائه المعهود ،ولذا لاذ بظل شجرة وهو يرقب لحظة من اروع ماتسجله الذاكرة اللاهثة نحو حبيب مسكنه الذات رأى نفسه يعانق الحبيب بانزياح لا شعوري وهو يراهما متعانقين عناق الابد ...زجَّه المشهد حقيقة في احضان الجرأة كي يندفع نحو بائع الورد ليبتاع للحبيبة باقة منه ...تفحص الورد واشار الى صاحب المحل ان يعد له باقة مختارة ،اخذ الباقة واستنشقها طويلا غائبا عن وعيه حتى انتبه على صخب حنجرة بائع الورد :
ساغلفها لك سيدي كما تشاء ، هل هي لمريض او لحبيبة ا؟لأخ عاد من سفره ؟،ام هي ياسيدي عربون صلح مع صديق ؟ تساءل في نفسه ما لهذا البائع لايحمل اخلاق الورد ،كم هو لجوج اذ يتلصص على لحظات ينتشلني فيها من احضان الحبيبة ذات العينين الخضراوين ؟دفع اجر الباقة على عجل ليغادر دون اجابة لاي من اسئلة ذلك الثرثار.
كان قلبه يركض في صدره بل كان يجتاز مساحة عرضها كون لاحدود له ،بقي عليه ان يستجمع قواه ليختار كلمات تشفع مؤدية دورها في محراب الحبيبة القى بجسده في قاع السيارة لتقطع ذلك الطريق ،توقفت في آخره ليترجل عنها ويمشي في ممر استطال الان بعامل درامي نفسي كان المسير في هذا الطريق اليوم اشبه شيئ بالمسير بين حقول خضراء وتلال تتحدر من متونها افراح العمر وهي تزيح كل هم بانحداراتها تلك ،
لم تفضِ تلك الانحدارات الا الى ضوضاء وصخب المارين والواقفين هاهنا أِثنان يصمتان وهناك ثمة ثلاثة يتحدثون بلغة مختلفة ،كان الجميع يحتفي (بروح) الحبيبة توقف( كريم ) برهة لأنغماسِ وحيِ ألمٍ انتاب صدره ،همس احدهم لصاحبه :كنت اتمنى ان اقترب منها لاهمس ولو همسة في اذنها الرقيقة وليكن ما يكون واجهش باكيا صفق صاحبه يديه الواحدة بالاخرى وهو يردد:لاحول ولاقوة الابالله العظيم .
للسؤال الف طعم مرٌّ في فمه ،عيناه بلهاوان تتفحصان الوجوه الثكلى ولاتدريان ماذا يريد ، لم يسأل لكنَّ أبا ارادة (الحارس) تقدَّم معزِّيا :البقاء في حياتك سيد كريم
لقد أفل اليوم قمر الدائرة في بطن حوت لم تشبعه قوافل الذين ابتلعهم من عهد ابينا آدم الى اليوم كان الرجل ساخطا على قدر خطف زهرة شباب (بدور ).قمر الدائرة
توفيت الانسة بدور كانت صرخة تغتال آخر افراح العمر هوى كريم متهالكا على اثرها وكان الورد مختنقا ، فمالت قامته وقد طوحها الاسى لائذا بحائط قريب خشية افتضاح البوح المذبوح كان الحارس منتبها على نحو ما فركض مسرعا نحو ه وقاده الى مكتبه ليجلسه على كرسيه وخرج مسرعا وعاد بكأس ماء .وضع الكاس على الطاولة وسمح لنفسه ان يجالسه فانساب الحديث من بين شدقيه صراخات تذبح صمت القبور :كانت وردتنا تراها تضحك وتمرح وهي تخفي في صدرها قلبا عليلا مسكينة عمرها لم يتجاوز التاسعة عشرة سنة ويلاه على شبابها المهدور في الحفر ،كانت ياسيدي مصابة بفتحة فؤادية وتعاني دوما من آلام في صدرها لكنَّ مرحَها ......
سُرقّتْ انتباهةُ كريم بألم التعليل اذن كانت تخشى عليَّ يوما كهذا ....رباه .....واحتدم حزن الدنيا ليتعرش كل خلية في دماغه وسحبته الذكرى لتسكنه قاع الالم ...اعتصر الالم ذلك الصدر المثقل بآهات الستين سنة وواحدة ...التفت الى آنة حنين ندَّتْ عن الحمامة اللائذة على غصن الشجرة المتعرية من اوراقها بهبة ريح :صاحِ هذي قبورنا تملا الرحب
كان مهتما بالمراثي هو يجهل حقا كيف انسربت تلك السنين من حساب الزمن لتحط على نهاية ورقة بيضاء ؟!
غمرالثلج المكان حتى غطى معالم كل شيئ سقط شيئ بالقرب ،وعاجلا صفف صك الرحيل واعاده الى جيبه ومضى
حميدة العسكري/شتاء 88_____________ البصرة

قصة قصيرة / امنيات

كانت تحدق في صفحة السماء ،وهي تلمح تجهما فيها ،
- ماما حان الوقت لاذهب الى المدرسة،نبهها ابنها بعد طول تحديق
ثمة اشياء يجب انجازها قبل ان يجتاحنا مطر اسود....(كان حديث النفس) ، البسته ملابس المدرسة وكانت تنظر الى طوله
- ان امطرت السماء فلا تخرج من الصف ياروحي
خطف بصرها برق لاهث نحو شيئ ما .....احست بغصة في صدرها ،لكنها تذكرت تلك الاشياء التي لم يتم انجازها ،وبرق خاطف آخر زجها في خوف وترقب تداعت لها لحظات النشوة التي تستنشقها عبر امتزاج التراب بالماء عندما كانت صغيرة ورغم ان ذاكرتها الان مشحونة بصور الرعشات المنعشة التي تجتاح الروح على وقع المطر ، لكن الغصة تنامت .. اخذ المطر بالانهمار صاخبا تأملته من النافذة طويلا ،مر برق خاطف عبرزجاج النافذة ليزجها في لحظة احتضان تلك اللحظات الدافئة وهي تبوح لزوجها برغبة الرقص على وقع حبات المطر وفي حضنها طفلها الصغير كان زوجها يردد على مسمعها نكاتا فتضحك بصوت عال بينما ينعم هو بلحظة هدوء ثم يتنفس عميقا وهو يداعب صغيرها ليقطع حاجز الصمت بعد ذلك بقوله :هل سأراك رجلا ايها البرعم ؟كم اتمنى
صخب الرعد يتعالى ...والهاتف يرن :سيدتي هذا منزل السيد محمود ؟
- نعم تفضل
- نأسف لكن السيد في المستشفى وجدناه مصطدما بعمود كهربائي
تهالكت على كرسي بالجوار لكن على حافة بئر وقعت ....

قصة قصيرة / قادم من ضباب


هاهو قادم من ارض الضباب بقامته الشامخة التي شابهت في شموخهاقامة فارس يأبى الترجل عن صهوة جواده ،جاء يسأل

عن امرأة غادرها منذ زمن خارج العد والاحصاء ،وكانت في انتظاره على قارعة درب

موحش تنتظر منذ ذلك الزمن الغابر ، ان يعود بسلة ملأى بفاكهة اللقاء لكنه حينما عاد ،

وجد خيوطا رمادية وتضاريس نحتتها قبضة القدر البائس على وجه تعلوه جبهة ازدحمت

بتلك الخطوط المرسومة باشعة الشمس في اصياف قائضة متراشقة تراشق تلك الازمان

السحيقة،وتحت تلك الجبهة غارت عينان ابيضتا لكثرة ما ذرفتا من دموع على اعتاب فراقه .

جاء صوتها الحاني وهي تحاول ان تتبين هذا الزائر مارة بيد مرتعشة على جسده من رأسه حتى بطنه وقد ندت من صدرها لهفة شهيدة خالطها انكساربالفقدوقداحياهاالوصل،لهفة

رقيقة تنم عن فرحة غامرة من اعماق خاوية قالت بصوت رخيم راعش :هل قابلته يابني؟

مازلت بأنتظاره .ما تبين القادم تلكم الكلمات التي تناهت الى سمعه وكأنه كان مضبب

الذهن ، قذف بجسده دفعة واحدة تحت قدميها وقد غار لسانه في اعماق احشائه واختنق

صوته ،مرت بيدها على رأسه بحنوٍّ بالغ وهو منكب تحت تلكما القدمين الخاويتين

تفجرت دموعه مختلطة بصراخ يشق عباب البحار ،يخترق حجب السماء:عاد صغيري من المنون .

قصة قصيرة / رجل المطر

لمطر يطرق النافذة تتراشق حباته جذلى ،تخلب الابصار ببريقها ،ماء يغسل الغبار وفي الزمن مابين اصطدامها بالنافذة ومسيلها نحو الاسفل تنتشي الروح بخمرة الشوق الى معرفة سر التكوين وياخذني الشوق بعيدا نحو دهاليز الذاكرة حيث تتقافز مع حبات المطر صور من الطفولة في جو ممطر ...احتضان ابي ورائحته المميزة ،قبلاته ،امي حينما تدثرني من رطوبة او برودة وهي توقد المدفأة لتستكمل دفئ الاحضان .

آه ...لقد سرقتني تلك الحبات من كتابي ،عشقي الذي اهيم به وبلقائه ،سر احتضار الواقع للولوج في احضان حلم ابدي يخترق الساعة والآن .ليلج عمق تأريخ قد يكون انتماؤه الى اجواء بغداد في اروقة قصور الخلافة العباسية او ربما ينتمي الى اجواء غرناطة حيث تحتضن الطبيعة شعراءها فتخلد اعبق ذكرياتهم وحيث يسود هناك اقوام ابوا الا السيادة
وربما باح لي الحلم باسرار العشاق وقد غفل الناس وسرى ساريهم بقصائد عشق مهموما برعية نجوم سمائه .وعبر النافذة يمرق البرق خاطفا بصري متلصصا على تلك الصور .

تمتد السنة النار في غوره مدى العشق وانا قرب المدفأة يمر برق خاطف .
قطرة اخرى تطرق نافذتي بي رغبة ان استمع الان الى نغم تلك المقطوعة وتنح عني انت ايها الصديق الودود قليلا ..ياكتابي الرائع فان الانوار تردد معزوفة شهية بوقع المطر وتستدعي معها كل الحواس .

هذا الليل عالم غائم بعتمته يوحد المتناقضات تحت مظلته وكأنه ام حنون توزع ثمار حنانها
مع خبزة صنعتها لتقسمها لقمة سائغة بين عديد افواه لابنائها لتنفرد بعدها بالصمت لائذة بسعادة شبع اولئك الابناء .
,
هاهو النوم يخدر الاعصاب مني فاستجيب ولما تزل السماء تبعث بهداياها الى الارض على رصيف مبلل، رايت احد الباعة يرزم كتبه خشية البلل ويركض مسرعا نحو متجره ليستودعها هناك،و هناك طلبة كثر يزدحمون مهرولين في صخب بعد خروجهم من المدرسة ،ومن بين زحامهم تنسل امراة راكضة تقود طفلتها الصغيرة متوردة الخدين .

وعلى البعد لمحته ذلك الرجل الرمادي وهو يتأبط كتبه ويرنو الى الشارع خلال نظارته الطبية سائرا بتوئدة ، تتراشق الصور التي يخطفها البرق ومعها تتراشق اسئلة تدور في تلك الجمجمة :
لماذا تعلق نظري بحضوره مرات عديدة ولماذا تراه يسيرا وئيدا ،ألا يرى ان الكثير من الناس يركضون هاربين من سطوة البلل والبرد ؟!

بل حتى بعض الحيوانات الاليفة راحت تلوذ بظلال الاشجار واكوام الخشب والنفايات الثقيلة وبعضها تدخل بيوتها ،هاهنا قطة ترتعش من قطرات المطر وتهز رأسها بانتظام يمينا ويسارا، فتتناثر منها تلك القطرات .وهي تحاول ان تجفف فروها بفمها ممررة لسانها لينزلق باستدارة رأسها من عنقها الى منتصف ظهرها ثم يعود بآلية منتظمة من الاعلى الى الاسفل ... فكأنها تستعد لحفلة عيد.

ثمة ديك يركض نحو قنه مجنونا ولعله يتفقد زوجاته الست ،كل يهرب ...من المطر
الاه ،ذلك الرجل ومازلت اتساءل :لِمَ يسير ببطء هكذا؟؟ كانت تتداعى لدي الكثير من صور افراح الاطفال وهم يتقافزون في ظل المطر وامهاتهم تزجرهم من اللعب تحت السماء العارية .

ودونما حذر من رقيب او انواء معربدة وجدتني امشي خلف تلك الخطوات المتثاقلة ،لقد سمعته يردد:اتعلمين اي حزن يبعث المطر
سائلته في قرارتي كانك غريب حقا العلك تستشف رؤى لقصة تؤلفها عند هذه الارض التي افترشها برق يلتقط صورا للارض المغسولة ببناته ؟!!!

ام لعله يستعيد صدى طفولته؟؟!! كانت ترنيمته تشق صممي الذي صخبت فيه الروح :
واقتنصت نغمة اخرى :بلا انتهاء كالحب ،كالاطفال ،كالموتى هو المطر ....

كنت خلفه الا اني كنت حقا ماخوذة بتلك الترنيمة فقد خلته لبرهة يحدثني فتصاعد الدم في راسي وتسارع مني النبض حديث يدور في غوري معه ...

- انك الان تفسر لي تلك الطلاسم التي طالما شغلتني ، وجدتني اطلق الكلمات وانا لا ادري ان كانت انطلاقتها من فمي ،هنيهة ووجدتني اسير الى جانبه ،التفت اليّ قائلا:
-كل الطلاسم في حياتنا لابد ان لها تفسيرا ويبقى طلسم وحيد لاتبوح بسره الحياة انه سرها .

وغيَّر مساره .آه كم وددت لو تابعت خطواته لكن انحراف مساره كان لحظة سرحان فكري لذا اضعته ،واضعت الطريق نحوه .

حينما عدت الى المنزل وجدتني مبللة تماما وشرعت بنزع ثيابي مشغولة البال به ذلك الرمادي وتلك الفرصة الضائعة في مماشاته حتى نهاية الطريق بل حتى الابد .
سرحت مرة ثانية فرايتني اسير الى جنبه اميرة متوجة تسير الى جانب مليكها
كنت اشعر انني لم ارتو من سعادة اللحظة على نحو ما .
انقلبت يمينا فانزاحت الوسادة عن راسي ودقات الساعة الست تطرق هامتي
نهضت مسرعة وباعتيادية فعلت كل مايجب لانتهي الى مغادرة المنزل نحو العمل .

في الطريق استعاد وعيي غيابه في طيات ذلك الحلم الرائع الذي لولا صرخات هوجاء للساعة لم اصح منه .صاحية هذه المرة اتوسل اقداري ان القاه
في مكان ما، في ساعة ما ،في وضع ما ،في ظرف المطر .....
نظرة نحو السماء حملتْ فرحة غامرة ،انها حبلى ماتزال..... عندها تذكرت نافذتي والكتاب وكم وجدتني بخيلة وانا ارفض مغادرة تلك النافذة ايام المطر
والرغبة الغامرة في لقائه التي زرعتها بتصبر البعد طقوس استقبال المطر .
لاجني ثمارها لقاءه ودونما موعد ....

الطريق تمتد امام بصري خالية تماما من الناس، والاضواء مازالت توشح المكان بالوانها الفياضة وتغمره بفيضها لتغطي تلك الظلمة للاجواء الغائمة ،كان يراودني شعور ملح اني سالقاه.
عتمة تغطي الافق بنذير مطر ،لاطير على غصن ولا احد يسير في الطريق اجنون خروجي ام ماذا؟
و عبر طريق مشجّر بالآس رحت اخطو خطواتي البطيئة لعلي ...
ماذا لو لم ؟.....توقفت اتامل منظر الشارع المغسول ....

قطرات من ندى داعبت اوراق الآس حملتها نسمات الهواء لترشها بوجهي فارتعدت مفاصلي ...مطر، رفعت راسي لا ..وعاجلا نقلتني تلك القطرات المدفوعة بالنسيم الى احضان ذلك الحلم ،لاتفسير لاغماضة العين على حلم في الواقع الا تلك الرغبة الغامرة في امتلاكه ...لذا اغمضتهما طويلا

اواه طالت غيبتي عن الترقب ،اسرعت لافتحهما ،فلمحته ..ذلك الرأس الرمادي يمر امامي متأبطا كتبه ......

لريح تسرع بغيمات حبلى ثمارا سأجنيها ، لتغتسل الآن الدنيا ،فهاهو القادم ينتشلني من سطوة الحلم ليزجني في اروع حلم .....

نبض يركض في الاوردة ، بالتفاتة ونصف اغماضة ، أما زلت واقفة تحت نوافذ الحزن
؟؟ تلتحم اليدان في حلم ..




قصة قصيرة /نلتقي نلتقي

كان الوقت ظهرا حيث ترسل الشمس اشعتها التي تحمل خيوطا غليظة من الدفء كما اعتادت ان تفعل ذلك أواسط كل نيسان ،استيقظتْ على رغبة قاهرة وهي تتمطى على اريكتها حيث ادمنت القراءة قرب مكتبتها وطالما نسيت نظارتها نائمة فوق عينيها لتغادر عالمها الى حيث الحلم كانت الساعات تمضي ، وهي لاهية عنها لاتعلم سوى ان تلك الساعة الثرثارة المعلقة فوق جدار قريب بالغرفة كانت هناك ثرثر قربها كمن يسمع اصما وعبثا ما يحاول .

صحت من نومها وهي تشعر بتقضقض اضلاعها التي لم تحسن استخدام الفراش كما يجب ....لكن املا كان يحدوها وربما حدثتها نفسها بحديث كانت منها الحنايا تقفز بأمل ما ان ترى اشراقة نيسان وقد جاءت بعيد ما قد يغير مجريات كثير من امورها هل يمكن ذلك ؟؟كان الوقت ظهرا فشعرت بضرورة النهوض .

هذا اليوم وان كان عطلة لكن عليها ان تعد غداء متميزا على افتراض ان العطلة التي تتيح لها مزيدا من الوقت لتعد تلك الوجبة المميزة بين وجبات سائر ايام الاسبوع ، وقبل ان تنهض حدثتها نفسها ان تدخل عالم النت لترى آخر الاحداث والاخبار السياسية المتوترة ، في البلاد ، لم تكن تعبأ بتلك الاخبار لولا ما اشيع عن اضطرابات هائلة تجتاح البلاد وبالتالي تداعي تلك الازمات على الشارع والسوق وتسلسل المآسي .

لكن املا ما كان على اعتاب فكرها يلح ولا يغادرها ، وبعد تصفحها قليلا وبنظرة خاطفة لم تجد خبرا هاما يشير الى احداث خطيرة لذا غادرت على عجالة ذلك العالم المليئ بالرعب عالم السياسة .
ترقبت أمرا ، وكان ملحا ، اذا ما الح امر على الفكر قد يحدث ان نستلم اشارته او حدوثه فعلا ذلك ماكان يأتي به عالم التخاطر والحدس ...انتقلت الى صفحات الفيس لترى الاحداث الهامة مذ غادرته مساء امس فلم يرق لها الا ان تكتب على صفحتها عبارات في تحديث الحالة : نلتقي وفي كل مكان ...وقد توفر لنا اقدارنا لقمة دسمة سائغة لخاطر جائع ...نلتقي نلتقي ....

أذلك ما كانت تبحث عنه حقا ؟؟ فكيف يكون ذلك ؟؟

كانت الاشعارات ترسل آخر النشاطات للاصدقاء وربما مر بشريط الاعلانات اقتراحات لصداقات كانت اينما تلتفت تجد اناسا متشدقين ( تثغو ) كما راقت لها تلك التسمية التي اطلقها احد الافذاذ من الاصدقاء نعاج نعاج ههههه كانت تقهقه في اعماقها حقا التسمية مضحكة وهي فعل لما ياتي به المتشدقون يتداعى لها من صوت الثغاء الذي تطلقه تلك المخلوقات الهوجاء...
كان شريط الاعلانات عن اصدقاء مقترحين يسير متواترا وكأنه يؤدي وظيفته كما انيط به الامر .

استوقفها اسم قريب من اسمها فعنَّ لها ان ترسل في طلب صداقته كان الاسم جميلا على اية حال وقبل ان يرتد اليها طرفها قبل طلبها ودخل الصديق كأنه كان مصلوبا على اعتاب قدر ، عندما يكون لنا ان نختار اقدارنا فاننا لانقدم اكثر من ازاحة ستار الغيبة والولوج في عالم الحدث القدري ...

دخل الصديق رحلة قصيرة من التعارف عن طريق احاديث عالم الدردشة .

كان اسمه يبعث ارتعاشة في اعطاف قلبها ...لماذا ؟؟ ألانه يحمل اسم حركة فائقة او او ....كان...... ضحكت...من افكارها هل يمكن ان نقدم طلب صداقة لمجرد ان يروقنا الاسم ؟؟انه حقا عالم من الغرائب وقامت من مكانها لتعد تلك الوجبة الغدائية فقد انتصف النهار والاسرة بانتظار تلك الوجبة

في اليوم التالي وجدت الصديق على اعتاب نافذتها ليحييها ربما راقه اسمها هو الآخر ولعله كان منتظرا منذ الامس ها هنا ....ضحكت في نفسها ... وسرها ان تظن انه كان في انتظارها منذ الامس ، و بعد حديث قصير دعاها الى عالم آخر من ممارسة الهواية التي تعشقها حد الثمالة فلم تجد الا وقلبها يطير بين اضلاعها ..أكان هو الحلم ؟؟

هناك عالم من العشق الابدي الذي تغتسل الروح في احضانه لتأتي بروائع من شذراتها وعاجلا ...تبعت خطواته

كانت الدعوة ارقى من كلمات ....لذا استوفت تلك الروح اغتسالها بنشوة لاتشبهها نشوة ، الله ماكان احلاها من دعوة

لملمت كتبها وراحت تقتفي آثاره مطواعة كأنها في حلم


ما اشهى الاحلام ، وهي تحقق اقصى امانينا ، انتظرني ايها الحلم انت طريقي

قصة قصيرة /تداعيات من ذاكرة اليتم


تداعيات من ذاكرة اليتم.....
***********************************
الفقد شعور يعري النفس من اشكال الالفة ،يدخلها قسرا كهف الوحشة ،وكأنه جحيم تلفح ألسنته المندلعة وجه الانس.
ياللمخلوق العجيب الذي يزحف أبرا تنغرز في عمق الروح...بوخزات تدمي صميم الانسانية ..الفقد خواء..جزر..انني اعجز عن وصفه على نحو ما
وعن شرح طبيعته،الناس من حولي اشباح..ورؤى غامضة ..الاشياء باهتة الالوان ،والالوان لاتؤدي وظيفة الآن..الابتسامة المرتسمة على بعض الوجوه-ببلاهة-لاتؤدي وظيفة بل كانت تعبر عن رضى باهت اما الآن فتبدو اشبه بقطعة ملح تلجم الافواه ...اي ابله في اقصى بقاع الارض يفرح الآن؟الشمس في الخارج اعلم انها تبعث-يالجهلها-بجنودها خدما لابنتها الارض زاد الحياة ،أية حياة؟؟
الآن يذهلني شيء ما ،وصحوت على صوت متقطع .. اللعنة على جزيئات الهواءالتي لا تنطلق من عقالها لحظة عجزها عن نقل ذلك الصوت الذي يقطع منها،انه صوت امي المريضة
- ادركوني...
لقد سمعتها...ا د ر ك و....،تلاها صوت سقوط جسد على الارض ...لا ادري كم مضى من الوقت بين صخب الحاضرين منجدين امي وبين فراغ
البيت علي وحدي كنت منهمكة بين اوراقي وكتبي
لقد حلت بي اللعنة ، آخر ماقرأت من ملحمة كلكامش،كنت منهمكة بهما قبل ان تتناهى الى مسمعي عبارة امي ..بعدها سقطت على الارض ..وغادر الجميع بها الى المستشفى تتداعى لدي ذكريات توديعها حينما تسافر الى المراقد المقدسة سفرات تطول ويطول معها الشعور بالفقدالموحش
اواه الم اقل لكم اني لاعجز عن شرحه؟؟يروعني ذلك الوداع ..تغتالني آخر نظراتها المودعة وقت السفر
يطحنني الآن صوت الفأس وهي تحفر قي المدى ..تغور في اعماقه ،صوتها تنغرز اصداؤه بين اللحم والدم خناجر تطبق على رقبتي وتغتال انفاسي ...تطعنني بين جنبي ...الارض تدور وتدورمعها اوراقي المتطايرة ..آه لو امسكت بقرني ذلك الثور ..اذن لأوقفت كل مجريات الامورعلى هذه الارض المتكورة على ضعفي ،لأدخلتها اذن مدارات اخرى في هذا الكون الواسع مدارات لا تعرف اليها الويلات والحروب والموت طريقا
الاصوات تتنامى ، اصوات انغراس في اعماقي ...انهم يحفرون ، ويتحول الصوت على الارض الى مطارق ،الى مئات من الفؤوس التي تضغط على كل عصب في رأسي ، لا ادري ،اية بقعة من بقاع الارض تلك
لعلهم يؤسسون لبناء بيت جديد خلف الشارع المؤدي الى مدرسة اختي الصغيرة ،فقد سمعت مؤخرا ان المختار -ذلك الرجل البطين-اشترى بيتا قديما سيبني على انقاضه بيتا آخر...انهم يحفرون مؤسسين لذلك اذن؟ام تراه ذلك العم سالم الذي كان ينتوي -يالعشق اولئك الشيوخ- حفر قناة صغيرة توصل الماء الى حديقته حيث يزحف اليها الوحش ذلك العطش وهي المحببة الى العم فكأن العطش يزحف نحو اوردته ليجتثها ..لا..ستأبى تلك الاوردة الاجتثاث ،انها معشوقته تلك البقعة التي يقضي اوقاته في العناية بها ،لقد سمعته يتحدث عن مخاوفه بشأن عطش تلك النخلة التي زرعها في بقعةفي ركن مستعرض من حديقته الصغيرة التي تنتظم حولها نخيلات صغيرات والمنظر يوحي كأنها حمامة ارتدت ثيابا سندسية وهي تؤوي تحت جناحها صغارها
اتراها الآن ماتت عطشا رحماك ايها القاضي عطشا حتى آخر رمق ..ادع
السماء الى نجدته..هل ستخون ؟ام ان العم سالم سيستميت لاجل حياتها ؟اني اعرفه ارادة ..ارادة
تشتد اصوات الفؤوس والمطارق ..لابد من استيضاح الامر ..لملمت اوراقي المتناثرة واستحضرت كل صلة تربطني بالواقع فغادرت الغرفة
في الطريق مابين غرفتي وباب المنزل ممر طويل يطل على غرفة امي من اليمين والى اليسار على صالة الاستقبال التي ينتصب وسطها معرض للاواني كبير ، وفيه صفت تحف اثرية واوان منزلية شتى ،ما اشكالها؟ وتلك اللوحة المعلقة بشكل عشوائي فوق المعرض والتي طالما فكرت في تغيير موقعها ..ما الوانها؟؟
الممر مفروش بسجادة من صنع اوربي يجسد حفلا موسيقيا راقصا يحضره دوق واميرتان جلسوا متقابلين ،أيشعرون بالسعادة؟كل منهم اتخذ مصطبة صنعت من اعمدة للخيزران الصلب ، وهناك رجل يقف دوق ارتدى لباسا اسبانيا رداء شعبي من البسة العصور الوسطى وهو يعتنق ربطة طويلة محتضنا عودا للعزف وقربه يظهر طبال وفي الوسط تتراقص فتاتان كفراشتين تحومان حول ازهار ،يبدو انهما تمتزجان بنشوة اللحن ،اية حماقة ؟؟والمنظر ربيعي لا ادري مالربيع ..كل شيء حولهم لا لون له..لا اعرف وصفه الان تتحول الايقاعات الى مسخ صارخ ذي اذرع ينتهي كل ذراع بلسان وفم يصرخان ، الطبول تقرع والاصوات في الخارج تتناسل ..يتناهى الى مسمعي صوت تهشم .. أتراها قضت تلك اللوحة اذن ؟احدهم يطرق الباب بجنون ..آه يالهذا الولد الشقي ، انه ذلك الصغير المشاكس الذي طالما اقلق راحتنا منتصف كل ظهيرة تقريبا ، ولكن مهلا اين الذاكرة ؟يتمددقلبي بشغف شديد على هول الطرقات ..الباب يئن مثقلا وخلفه تجمعت نسوة ثاكلات في دائرة تحلقن حول اختي الباكية المهووسة صرخت من اعماقي :-الم تسقها ياعم؟لاتدعها تموت ياعم سالم لاتدعها ،تماديت في ... الصراخ ،والسعفات تتهاوى صفراء لماذا الاصفر لون؟الايقاعات والطبال يصرخان صراخ مجنون ،تحت دبكات الراقصين ووقع الزلزال والدوق والاميرتان يطلقون جميعا صراخات صاخبة ...لقد تأنق في مكروهي القدر ...كما يمكن لشاعر ان يقول..الملح تجذر في اعماقي وتطفو على شفتي منه بلورات صلبة ...اوردة العم سالم تتناثر في الآفاق ..وداعا اماه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد سوادي العتابي
المدير العام




عدد المساهمات: 2427
تاريخ التسجيل: 08/02/2012

مُساهمةموضوع: رد: تداعيات من ذاكرة اليتم    السبت مايو 05, 2012 11:10 pm

مرور اول تعقبه قراءة لهذا الجمال


ويرفع حيث يدغدغ النجوم ابداعه


ولي عودة اخرى

_________________

موقعنا على الفيس بوك[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حميدة العسكري
المستشار الادبي








عدد المساهمات: 2776
تاريخ التسجيل: 04/05/2012
العمر: 44
الموقع: http://amalsweet-1.blogspot.com/

مُساهمةموضوع: رد: تداعيات من ذاكرة اليتم    السبت مايو 05, 2012 11:19 pm

لهف نفسي على غدي ان
لم احظَ
بلم شتاتي
حيث
مرورك
والغد.
يزفني صخب الاطراء
نحو برق واعد بمطر ذاخر
نماء

الأحد، 2 سبتمبر 2012

 نافذة فقط لاتجاهي

مقدمة :

تذكر القوافي تغفو على اوراقنا ؟؟

يتصفحها القلب في اليوم ، ألفا ومرات

يؤطرها ورودا ثم يقبع خلف حائط المبكى

ويبكيها ....
أتذكرها؟؟

النص :

مشاكسة وقهقهات ،

كؤوس لهفة وامنيات ،

اشعار واغنيات

وأحيانا كثيرة ،
نظرات عاجزات

عن قطف ثمار الحب من

أعلى الشجر

أطل عليها ، في مضمار صمت

وألعن ساعة ردد فيها شاعر :

قل لمن يبكي على رسم درس ...

أبا نؤاس ،

هل دار في خلدك يوما ان ترى

أصابع لامنيات مغروزة في

طين الاسى

تبحث عن عُقْد من القوافي

فأيَّ رسم دارس أوافي ؟

أصوات المرايا المتكسرة

قطعة هنا ، أخرى هناك

ألمح في احداها صورة لكأس

نصَّفَه الماء

أمطرت السماء

في قطعة اخرى لمحت بيتين من الشعر:

فيهما

الحبر مندلق على الورق

صفقت حتى كلَّتْ الكفّان

ياشاعري

ما أروع القوافي وانت منْ يحيكها ،


رياضَ ودٍّ مكتمل همسُك فيها

والحنان

وامرأة خلف أسوار المسافات

تناجيك :
سل تطاع ...بعد الضياع

هل من مجمرة تحتضن الاشجار

بدفئها لتعلن احتراق

فوائد الدرس :

1.من يرغب ان يرى صخبا

وقد أرداه صمت

يحوِّل الرحل هنا

2.من سامه الحب خسفا

فليمر من ها هنا وليأخذ العزاء


خاتمة:

بيضاء بيضاء ذاكرة الموتى





/











 
المنامة الثالثة روحي والنور

تحت شحوب القنديل الغارق في ظلمة ليل بهيم كنت اغالب
رغبة حقيقية في النوم
ذلك اني كنت استمتع
بدفئ المساء عند شباك غرفتي بهطول

بقايا رذاذ من المطر

وسرعان ماغلبتني تلك الرغبة....


وكان يتنامى في روحي تساؤل : ترى لماذا خبا الضوء في هذا القنديل مع انه كان قبل
هنيهة يعج بالضوء ؟؟!

لماذا يتناقص نوره تدريجيا مع انه ليس من القناديل التي تعمل
بالزيت ........

عندما يكتب للروح ان تسرح
مع الضوء في فسحة طاغية ، فكيف سيكون وصف ذلك الشعور

من اللذة والسرور ، ذلك اني اكره
العتمة لانها تذكرني بتلك المخلوقات العدائية .


لا ادري كم يتطلب وقتا ولوج ابواب الحلم ،


لكن ادري اني
اسبح في فضائه الان ،



فقد رايت فيما يرى النائم اني امشي وسط صفين من اشجار
متراصة عن يساري وعن يميني



واطراف اغصان تلك الاشجار ما زالت مهتزة وهي تنفض اواخر قطرات من ندى بعد ان غطاها
الضباب



كانت روحي متوجسة في ذلك الضباب بأمر
ما ...



وماهي الا لحظة او جزء من اعشارها حتى خطفت بصري عتمة اكثر ومر كبرق خاطف - ولكن على شاكلته -
احد



مخلوقات الظلام لقد كان خفاشا ...


وقبل مروره الخاطف ذاك كنت اتربص حدثا مثيرا للرعب وما ان مر حتى طاطأت
رأسي على عجل وانا في قمة الخوف فوجدتني وقد تشنجت رقبتي كردة فعل لتلك اللحظة
الخاطفة .




فشعرت بالمي ولكن كان خفيفا اذا ماقيس بشعور مابثه ذلك
الطائر المقيت من رعب في ثنايا الروح ،



وعاجلا استعدت وعيي فقلت متسائلة :ماذا لو
عاد وخطف عنقي معه ،



كانت جدتي تحدثنا عن مصاصي الدماء في معرض ارهابنا او تحذرنا
-لانصافها – من الخروج ليلا خارج المنزل
.



فهرولت راكضة لاختفي بين اغصان الاشجار قبل عودة الخفاش


لكن اثارتي لحركة تلك
الاغصان اوقعني في مأزق اكبر ....



لقد اثير ذلك السرب من الخفاشات والمتربص بي -
كما تراءى لي –



لبرهة فتضاعف الرعب وتناسل في عقر روحي بين اجزاء من الثانية


كان
الهلع شديدا بحيث اوقع نظارتي ، ففقدت بغتة ذلك الضوء الخفيف الذي كنت ارى من
خلاله




اين كنت اسير ، الان وقد اصبح كل شيئ معتما فلتهبّي من
جحورك ايتها الخفافيش المقيتة ...



في معرض بحثي باللمس لا بالرؤية وكما يفعل
الاعمى وهو يتطلب لشيئ ما في وحدته فلا تعينه سوى انامل عشر وربما استعان



بمزيد من
انامل فمد قدميه باحثا عن ذلك الشيئ .




اقول في معرض ذلك البحث لمحت عدسات نظارتي .....وكرتي نور
تنطلقان من العدستين باشعاعات لانظير لها ،



ما دلاني على ماكنت ابحث عنه . لكن رعبا سكنني لهول النور


كنت
قبل قليل ارغب وبشدة ان اجد نظارتي ...والان اخشى ان اقترب منها لا ادري كم مر من الوقت



حتى تغير الرعب الى ضده ...


الان فقد بدا يخفت النور المنبعث من كرتين تفلطحتا
على عدستي النظارة



فعاد الى نفسي سكونها ما اغراني بالاقتراب منها لالتقطها ،


وما
ان اقتربت ومددت يدي حتى انبعث
ذلك النور مرة اخرى وباشد مما كان عليه قبل قليل



ففوجئ بصري بذلك النور المنبعث وسط تلك الاجواء
الرمادية






تسمرت مكاني ولم احاول ان أريم .


وعلى غير شعور وجدتني
اديم النظر فيه بل واغرق الان فيه بدل ان اهرب منه فرقا .....



بل جننت فيه لقد
اغراني بريقه على نحو لايصدق



نعم ياجدتي كنت على حق وانت تحدثينني بتلك الحكمة التي
الفتها منك ( الانسان عدو لما يجهل) ....



اقتربت اكثر واكثر لاديم النظر فوجدتني
اهوي في بئر من نور شديد لم اقو على الانفلات منه الابالصحوة .....

كان حلما

رائعا






_________________
المنامة الخامسة عشرة / تحديات

قرأت كتبا عديدة في الشعر العربي وقصصا أخرى من آداب الامم

كنت افرح كثيرا حين أجد كل شيئ في القصيدة يشير الى سعادة العاشق وراحة باله


وفي قبال ذلك اجدني ابكي بمرارة ان عثرت على حزن او لم من آلام البشرية

هكذا خلقت صاحية ام نائمة ،

ذات مساء حط كتابي المفتوح على عيني ليغلقهما بحلم مريع

كنت اتجول بين أعمدة وهالات ضوء مخموش بدجى ألم ،


حاولت مرارا ان اسبره لكني اعود في كل مرة ممتطية وجه الغيبة او هي الفاعلة

وجدت شاعرا يبكي وهو يجوب الصحارى بملابس رثة ، عنفوان الحب قد عصف بكل وعي ينتمي اليه

كان يردد وهو يلفظ انفاسا لاهثة جائعة لايدري متى ترأف به في ذات شهقة تنقله الى عالم من الرحمة لالهية الفياضة

كان يقول ويعيد :
أنت المنى وحديث النفس خالية وفي الجميع انت السمع والبصر

كنت ارمقه وانا اتلوى من جوع في احشائه تراه منذ متى لم يتناول شيئا من طعام ؟؟!!

اتلوى واحاول ان الفت انتباهه ، وعبثا ماكنت افعل


كنت ابكي بحرقة قلبه المنزوعة شرايينه بقسوة تحديات ذلك المجتمع الاهوج


الذي ابى عليه ان يقبِّل صفحة قمر لاح في كبد السماء

كنت احترق بانصهاره وهو يجوب الصحارى باحثا عن طيف خيال يسامره

آآآآآآه ماكان اشد قسوة الحياة اذ تعصف بالاماني

أقدار توجهها نحوها عنوة لتكسر منها قلوةبا واعناقا تطلعت اليها


كانت قاسية

أجواء الحلم ولاشيئ سينتزعني منها سوى صحو بنفس مكسورة راحت تلهث

نحو خبر من اخباره ،

أما زال حيا ابن الملوح ؟؟؟؟

عينان مشرعتان بانهار دماء






المنامة الرابعة عشرة / اجواء

كانت المسافة بين الواقع والانفلات منه مجهولة الابعاد لأراني احط في ساحة الانفلات

واسئلة تدور برأسي ، اغفو على همس

أحيانا أجده يناديني بفرحة غامرة وهو غير مصدق عينيه

ان يراني تجاهه ..كان يقول انه : لا يلتم على بقاياه المتبعثرة بلمحة يلمح فيها خيالي

عدنما كان يرددها كنت اجدني ارتعش وخافقي يصل صوب وجهته وهو يصخب بكبير نبض وخفقات مجنونة

حين غفوت ذات ساعة على نداء منه وجدتني في احضان اشياء كان يردد كلمات

عوالم من صلوات تعشق الفجر وحنينا يغدق النهر ، موج وجد وهمس حرف

اعاصير واسفار واغاني وخمورا موسيقى وعود اوان وازمان وعنفوان وكلام يسكر المعاني يردد اسمي لحنا بسر تكوينه

كنت اتيه في تلك الاجواء وكلي يطير شوقا اليه ،

كنت اتابع اشياء تلتمع في الفضاء لا ادري أهي اجرام سماوية ، لم تخطر على قلب بشر ام كانت اقمارا باحجام مذهلة وكلها في التماعة تخطف البصر


في اوقات اجدني امتطي اجنحة سحب لاحط في قلبه نبضة أخيرة في كهولته ،

التي لما تزل مبكرة



كنت بالجملة اتناثر اجزاء بنداءاته

لأحط عنوة في اجوائه وطالما كان ينادي

واصلت حلمي ام صحوت ،

فانه تجاهي
المنامة الثالثة عشرة / حمامة

نمت كثيرا حتى اثقل عينيَّ النوم وكنت متعبة حين ارتميت على السري على وجهي

كنت اتقلب في المنام منزعجة او مترقبة لشيئ ما

صحوت وانا اشعر انني لا اقوى على فتح عينيَّ فلما عجزت عنذلك بقيت جالسة في الفراش

لكن مسلمة عينيَّ الى غمض قسريٍّ

واعية كنت لكن الواقع احيانا يأخذ بايدينا الى حلم تعويضا او تنفيسا

وذلك المعروف الوحيد الذي يحسنه الواقع ان كان مريرا قاسيا جدا


رأيت نفسي اغوض في اغواري فابحث عني من انا ولما انا هنا وكيف كان كل شيئ ؟؟؟؟

واسئلة واسئلة .......

لم اعثر على اجابة لأيٍّ منها وفي أية زاوية بحثت فيها عن نفسي

كنت اتجول في ردهات طويلة من غرف اجواؤها ضباب ولاشيئ غير

في احدى الردهات رأيت زجاجا لنافذة يلتمع وسط الضباب


كنت ابحث عن بارقة تخرجني من كل هذه الحيرة والتساؤلات


فلم اجدني الا وانا اركض نحو النافذة


كانت مغلقة تماما ، ذلك ما تأكد لي قبل وصولي وانا في طريقي اليها توقفت برهة قريبا منها


ثم قلت فلاقترب منها لعلي أعثر على منفذ تفتح منه

وقبل ان اصل باغتتني النافذة بانفتاح غريب لقد فتح الرتاج الواصل بين مصراعيها والذي كان يكبلها قبل قليل

باندفاعة صرعتني
جاء صوته صاخبا

((أحبك .......وقلت يجب ان اخبرها وليحدث ما يحدث ))

كان ذلك ماقرأته في الورقة التي ألقيت بين يدي مباغتة بانفتاح النافذة المذهل

تلك النافذة التي كانت مقفلة منذ زمن تجاوز المعرفة البشرية

كانت الورقة المندفعة تتبعها رفرة اجنحة لطائر وديع أبى ان يغادر بالسرعة التي انطلق اليَّ بها كي يلقي تلك الورقة في احضان يدي

كان خطه جميلا جدا ...بعد تلك العبارة التي صعقتني وسجَّرتني

أصبحت مجنونة ألهث نحو النافذة عدة مرات

كنت اتعمد الابتعاد عن النافذة لاحاول ان اقرِّب الخطى دون ان اصل اليها

لعل ذلك الطائر يحاول ان يباغتني أخرى

بذلك الكلام الذي اصبح اكسيرا كي تقوى الرئتان مني على استنشاق الاوكسجين

فرأيت سلا من اوراق في مدة وجيزة تصلني وفيها اعمدة من الكلام تستطيل احيانا

وتقصر احيانا اخرى

كانت جميعها تحمل تلك الكلمة التي انتفض بها القلب مرة

وكان يلهث مرفرفا مع جناحي تلك الحمامة

متسائلا :

أكان حبا حقا ؟؟!!

أحدهم ينادي لاصحو من حلم لذيذ ترك ذات الحسرة في نفسي وشغلها وتشريها نبضة نبضة




أيها الفارس الخجول هل أنت حقا مختلف
أم خيالي من يصور لي هذه الأحلام
اليوم ماعادا للنوم معنا
وما عادت العيون تقبل ظلام الليالي
أبت إلا أن تظل مفتوحة تنتظر أن يسطو\\

بهذا النداء......كان هذيانها يحاكيها
اسعفني حبيبي.فها اشباح تحوم حولي
من أجلك اتقنت اليقظة حتى الولع
آخر ما تبقى لي من بوح أحدثك به.......

كانا إثنان.أحدهما برداء ابيض يعد على أنامله همسات فمه الذي يتمتم من جعل في معصميها كل هذا البهاء
وذاك بلباس اسود.....هلمي قبل ان يسطو النهار علينا فتصبح المدينة زرقاء

أه
اه ..........حبيبي لا أريد لا ذا ولا ذاك اريدك انت حتى انتهاء الوجع

لم يتردد في القدوم اليها.رأته حول سريرها يقيم تعويذاته لطرد الاشباح التي تؤرصها
يسم الله ولله الحمد.انت يا طارد الشر عن العبد
ارجوك تلطف بها

ابتسمت شفتاها وكأن كرم الكرز استفاق من خريف تعس

ضمت ذراعيها على أطراف وسادتها.......حبيبي كم انت فارسي
لا تبتعد اكثر

صمت في الردهة أطبق على ابتسامتها

جالت عيناها يمنة ويسرى.......بلا تكلف قطبت جفنيها
كانت الشمس على النافذة تعلن يقظة الفجر.............وكانت الريح تزف هيبة المطر....
إلا أنها تأخرت في تصديق ما رأت............
؟
الحادية عشرة / عريشة مطالبة بالنبيذ

طالما تجولت في افناء حديقتي وانا اجيل النظر بين اصناف الزهور وربما قطفت منها في عنوة

منها مايروق لي تقبيلها ومخاطبتها ، وكثيرا ماكانت مؤنستي

كان لي بين تلك الافواه المترنمة بشوق ، كثير عطر تنتشي به النفوس وعلى وجه الخصوص

في اوقات السحر حيث يخال للمرء انها حقا تناجي ربها

ذات سحر صحوت منزعجة من ألم في رقبتي فتناولت مرهما ورحت امسدها به

وانا أئن حتى غادر النوم مقلتي ولما ارتوِ منه بعدُ

فتمشيت في افناء تلك الورود وانا اتنسم منها عطورا زكية برهة


ثم خف الم الرقبة المتنشجة بفعل ذلك النوم الاهوج

عند مقعد بالقرب جلست ورحت امد الحديقة بالماء من انبوب السقي

قال لي ذات يوم بستاني اقتنيت منه بتلات ورد وغصن زيتون وعريشة عنب صغيرة ان السقي

يكون عند الفجر او المغرب وهو خير اوقاته


فاغمضت عيني احاول احتواء العطر واتشربه في اعماقي


كم هو منعش

بتلك الاغماضة استشعرت عذوبة الغفوة بين نسمات عبقة برائحة الورد ومنظرها الرائع وقد ترك

الندى على وجناتها قبلات ود

ليغادر في صداه رطوبة تزيدها في النفس جمالا واشراقا

كانت الاغفاءة هذه المرة عند عريشة للعنب تحمل اعناقها ثمارا يانعة

تحت العريشة والتي بدت كبيرة على الرؤية جدا جدا

منظر مذهل رأيت تحتها رجالا خلتهم لوهلة يستظلون بظلها لائذين من حر قيظ لاهب

لكني لمحت اكفهم تمتد بهمجية وهي تلتقط ضروع العريشة

ثمة بين الرجال من كان يحاول ان يتخيلها ضرعا فيمد منه الشفتين تحتها ليرتضع عسلا من

ماجادت به قرابها


كم هو اهوج !!!!

ورحت اخاطبه في نفسي :

قطع الله يدك أفلا تتركها تنعم بارتشاف الماء وانت تتمثلها نهدا

يدرك لبنا


بعض الناس لايحسنون معاملة النعم

كانت الاكف تمتد لتقتنص كل عنقود شارد او وارد من عناقيد الشجرة الحبيبة


ثم تصير الى سلال تحفظها حتى اذا امتلأت بها السلال راح احدهم يحملها نحو عربة تقلها الى مصنع المشروبات الروحية

لتكون نبيذا يخلب اللب ويؤسس لجنون هذيان

كان يرفع السلة لينقلها الى العربة لكنها اتنفلتت من يده بخطف البصرلتتناثر في الافاق


وتلتصق باسفلت الرصيف الحار والمعشق بحبا الحصى وبعض الرمال انثرت

عصية على ان تكون خمرا ،


صحوت وفي انفاسي بقايا رائحة اوراقها الرطبة بفيض الماء الذي سقيتها

عصية عريشتي على ان تكون نبيذا


بعد يومها
الحادية عشرة / ارجوحة عند القمر

اشعر بعدم رغبتي اليوم في عمل شيئ من اعمالي المنزلية

لا افكر بتحريك ساكن ، اطرافي متعبة واظنني بحاجة، الى استرخاء طويل قبل ان استعيد نشاطي

للقيام بالمهام المنزلية المضنية ....هممت ان احمل وسادة لاجعلها متكأ لراسي المترنح بالنعاس

لكني استعذبت ان اضع رأسي على متكأ الاريكة لاسلم جفني لغمض استغرق فيه

وامضي في نعيم ، كنت اطلب من صغيري ان يمسد اطرافي كلما شعرت بتعب فيها وكنت حقا

بحاجة الى من يفعلها ليأخذني الخدر الى عالم من الاسترخاء والمتعة

لكن لا احد .....كانت اقصى الاماني

ها انذا اسلم نفسي بكل جوارحي الى حقيبة سفر تطويني غرضا وتجعلني في اعماق بؤرتها

في الرؤيا

رايت فيما يرى النائم ، كأني امشي في حقل خريفي ، كل شيئ فيه مصفر وانا اتمشى بين كومة

اوراق صفر تتساقط على الارض حتى لتكاد قدماي تغرقان
بين كومة الاوراق تلك ...

وكلما تخطيت مرحلة من مسافات اقطعها مشيا وانا اسمع قضقضة اضلاع الاوراق المتكسرة تحت

اقدامي - ولا ارى امام بصري شيئا آخر - كلما ازددت انغماسا بمسافات اشد كثافة بالاوراق

مشيت مسافات لا اكاد اعرف ابعاد حدودها لكنها كانت حتما تستطيل بي كلما تقدمت ، وجدتني

امام حقول أخرى ، فاستشعر سأم قدمي من المزيد من الخطى

وشيئا فشيئا مر الوقت عاصفا وادلهمت السماء فنظرت في صفحة السماء لاراني أطل من علياء

على قمر وقدماي تترنحان على وجه القمر جيئة وذهابا

ويداي تمسكان بحبل الارجوحة المربوطة الى شجرة خضراء بانعة كانت تبدو احيانا سوداء

عندما تروح ارجوحتي وقدماي محلقتان في وجه القمر وعندما تعود تلكما القدمان

المح اللون الاخضر في تلك الشجرة وحقا كنت مستمتعة بذلك التيه والاسترخاء العجيب


كم جميل ان نحلق في السماء متأرجحين ونحن نطلق العنان لاقدامنا ان تحلق مع الريح ....


حدثتني نفسي فجاءة وانا اتأرجح : ماذا لو انتهت هذه السعادة ؟؟


احيانا كثيرا تداهمنا نفوسنا بتساؤلات ونحن في غمرة السعادة عن هواجسنا كيف سيكون شكلها

حين تنقطع تلك السعادة ؟؟!!!!

اسمع صرير الحبل والشجرة تنوء بحملنا انا واياه

توقعت حدوث شيئ هائل الان ،


لكن وقبل ان يحدث ، استجمعت قوة هائلة لا اعلم كم مداها لاندفع من غمرة الرؤيا


الى واقع الاريكة التي انا مسترخية عليها الان

استفقت وقدماي تنفضان الخدر عن عاتقيهما وانتصبيت جلوسا

لافرك عينيَّ من بقايا ضباب
العاشرة / رؤيا في الرؤيا

بعد جهد قضيته في اعداد طعام الغداء ،

لم تكن لي وسيلة اقطع بها الوقت سوى الكتاب ، ريثما يحضر شريكي

وينضم الى غدائي

قرات في الكتاب قصة قصيرة...لم اتممها الى النهاية حتى داهمني النعاس اثر برودة جو الغرفة

في وطيس الحر اللاهب

تمددت على ارضية الغرفة الباردة ، وتحت راسي وسادة مستديرة تنزلق كلما قلبت صفحة من صفحات الكتاب بين يدي

كانت تحكي حلما رائعا رأيتني اعيشه بعد هنيهة
أُغلِقتْ اجفاني ورغما عني ، فرحت اغط في حلم لذيذ

كنت أراني نائمة وفي نومي ارى حلما ، جميلا حقا رأيت فيه حبيبا يعانقني ويستحثني للحاق به

الى محطة قطار

واجبته :لكني لم اجهز حقيبة السفر بعد

امسك بي عنوة من كفي وسحبني اليه ليلقي على جبهتي سلامه

قبلة غيبتني في فضاء آخر ،حاولت ان الحق به لاستوقفه واساله ماذا يريد ان نصطحب معنا في السفر من جزئيات ليومياتنا

وكنت في اعماقي افكر بطفلي ،

ولكن كيف نغادرهما وحدهما ، ان احدهما من المشاكسة ، ربما سيفجر المنزل بغيابنا

...


فكيف ساتركه فلأوقظه، لكني حقا ماكنت اتمنى ان اوقظه

كان يغط في نوم عميق ورجلاه متدليتان على صدر اخيه النائم قربه ووجهه مسترسل في غفوة سرمدية كأنه يحضر وليمة لبلاط احد الملوك ،

فاغرا فاه ولمحت ابتسامة ود تعلو شفتيه ،

حتما سأسأله مانل من الامكير ؟؟ ام ان ابتسامته تلك كانت ،


للسندريللا مراقصة الامير ، لكن صغيري اجمل من الامير كما اراه

ذهبت اطلب اباه لكني فوجئت بغيابه ، ناديت ناديت



ولم يجبني ، رباه الان لم ينشف موضع قبلته على جبيني واختفى من المنزل هكذا عاجلا


اردت ان امسك بخيط قد تدلى وسط الغرفة كي اقطعه واخرج لاطلب الرجل لكن عبثا ما حاولت




فتعثرت لاقع فوق جسد من فرو لثعلب كبير (لعبة طفلي)


كان ملمس الفرو ناعما ودافئا لذا استكبرت ان اخرج الآن في الهجير لانادي عليه

نهضت فاذا بصوته يناديني : الطريق طويل والحر شديد

كان الدوام متعبا هذا اليوم


صحوت لاجدني في حلم فقلت سارفع هذا الفرو فالثعالب تربكني

في المسافة بين الصحو من حلم الحلم والاستيقاظ بنداء ابني

كانت المسافة اكبر من طريق الصيف القائظ

سابحث بعد قليل مبررات قبلة الجبين

وقفلت عائدة الى احضان اسرتي
التاسعة /شكوى

كنت ارتدي معطفا ثقيلا ، واصبح الجو يدفأ كثيرا

قلت اعود الى المنزل لانزعه ثم اذهب الى الدوام ،
في طريق العودة ، وجدتني قد نثرت الملابس على السرير ،
رباه كل ذلك من اجل حيرة في اختيار

والان بعد ان اخترت ذلك المعطف


علي ان انزعه لانه فوق احتمال ؟؟!!


على ارضية الغرفة سقطت من جيب احد الاردية ورقة ،

سمراء كنت ادوّن فيها بعض حكايا الصبا

فيها مرسوم قهقهات

هههههه

على طريقة الشباب العبثي

قلت لارى ماذا كنت اكتب في صباي

وجدت عبارة متمطية على طول سطر باصدق بوح

اين انت يا اختي ،


هل تعلمين كم احبه ؟؟؟

قهقهة ، يبدو انها اختي كانت تقهقه

سرح بصري ، فانتابتني سورة نعاس

انا اقرب للنوم الان لكن وموعدك ؟؟؟

سألقاك هناك ، على اية حال

غفوت حقا ....

في المسافة بين الصحو والحلم قد يحق لي الخيار

ان اكون معك او لا


ساختار معك على اية حال

ومعك حططت رحلي ، كنا نحمل حقيبتين

في يدك حقيبة ملابسنا الكبيرة وانت تخطو قبلي يخطوات عريضة ،

وانا خلفك امشي وفي يدي حقيبتي الصغيرة انوء بحملها


وانا امشي خلفك متذمرة


لاادري لماذا تصر على ان تسبقني ولا امشي معك

بدأت خطوتك تعرض ، ولا اكاد الحقك ....

كنت اشعر اني امشي في قعر طريق تبتلعني حدوده

ولا اكاد الحقك ،

في الوقت ذاته اسمع وقع خطوات ...خلفي ، قلت لعلها اختي لاتركها تلحق خطوتي
كي اشكوه ، لها وترد عني وحشة الطريق

التفت وتسمرت مكاني

كنت انت تمشي خلفي وانت تردد يجب ان احمي ظهرك


آآه كم احبك ،

ماأظلمني



 






الثامنة /كلمة

كانت ليلة طويلة امتهن بها الغياب فراحت الروح تغص بالاماني

لاهثة نحو وصل ،


طالت ليال سوداء ليس في صفحات سماواتها بدر للسسماء

كانت احيانا كثيرة تفلت الروح منها لتتيه في سحر ارشيفه الثر بالقافية

التي استنطقته عندها فراح يمطرها وابلا من عناق لا تكاد تدركه كلمات الوصف

كان غيابه قضية شائكة ،

مانمت بعدها على فراش وثير ، بل كانت التربة المسائية الجافة من قسوة الغياب ، هي الفراش

وقد جفت وقست حتى صارت صلصالا معجونا بأساها ،

تلك هي روحي اسلمت العنان لاغفاءة بعد سهر طال

فسرحت واياها عند واحات تشوقت الى بركاتها العذبة حيث الخضرة والماء ووجه الحبيب


بوح قوافيه ، وارتواء الروح من لهفته المعانقة لهفتها ،

ووجهه الذي راح يسقيها مدا من هالات نظرات

لاعجة بلاعج التوق مع الحضور

سرحت في تلك الدوحة وكنت وحدي

لكنه كان يلوح لي كظل ، يعدو خلفي ويهمس بآه ،

اتراه قد اقتحمته جيوش اللهفة الان

قليلا ما اغيب عنه ،

كنت اعدو بين اشجار ذلك الدوح ومنه يضوع عطرا بانسكابة روحي في ثنايا عشقه

اتشكل مرة بهيئة عذراء تلهج بمناجاة الحبيب ،

وتارة اميرة ارتدت ثوب عشق لفاتن البلاط ، واخرى ،

امرأة صهرها الغياب ، فراحت تلعن موجا لم يجئها بالربان المعشوق

شؤؤن صغيرة شغلتني وشغلتها

كان منها اغصان للود ودعوة حب وجذر بوح ، ثمة ازهار برية وحشية نبتت على ارض الغياب

والشوك في احضانها يرتمي مرحا مقتلعا رقصة فرحة كانت هناك ،

عند نافذة الورد المباح ، ثمة ادغال ، تلصصت يوما لتعكر العناق ،

في رحلتي رايت اشياء كثيرة ،

لكن روحي كانت تطلب شيئا آخر ،

لايوصف ، لذا اختارت ان تقبع عند غدير صغير لبوحه ، لمحت ظله خلف احدى اشجار الشوق المتنامية

ظلا يخط بمداد احمر شيئا


غالبت رغبة ان اتبع الظل ،


لكن الرغبة غلبتني وبين كيف ومتى

كانت كلمته وعند جذع الشجرة

خط كلمة احبك ،


فانفرطت اغصان الشجرة


كانت الامطار تغرقني فلم اتمكن من اللحاق ، بظله

لن تكفي

هذا مارددته الريح من الصدى

استيقظت على صوت

امنية ، لليلة اخرى
السابعة /امطار

نادتني امي لاجمع الغسيل من على الحبل لان ريحا قريبة ستمر ، ربما تراب فخشية ان تتلوث الملابس لذا طلبت مني جمعها وحملها

وهرعت على عجالة استجمع القطع المنشورة على الحبل بينما كنت اسرح في خيالي :ماذا لو اخذت الريح ثوبي هذا والقت به عند أقدام الحبيب ؟؟!!

وسرحت اجول في انحاء ما بخاطري ولم اصح من التجوال الا على صوت صفير وهبت نفحة من تراب خفيفة مرت عاجلا نظرت في الافق فاذا الجو مكفهر لاشيئ يبين هل هي ريح ام امطار ام اعصار

لا ادري لكن ادري ان رغبة لدي بدأت تتنامى تدريجيا ان اواصل التجوال في خاطري عند النافذة ولكن ليس قبل ان اكمل هذا العمل المطلوب مني

بالحاح وكم تلكّأت في انجازه ، ولجت غرفة النوم ودسست الملابس من غير ترتيب في الخزانة وعدت على جناح ريح
جلست عند النافذة اعانق الريح فهي تصفر وانا الصدى هذا ماتخيلته لحظة
لكن راقني منها رذاذ كانت تحمله لتلقي به على وجناتي ،

ما أشهى قبلات الريح الرذاذية ايها الحبيب !!!

تواصل فكري هذه المرة على نحو لم اعهده فأخذت اغط في نوم عميق على

جلستي تلك وعلى الاريكة قرب النافذة ، للحلم ابواب خرقاء تولجنا شئنا ام

ابينا في اغوارغرفها، اكان الدخول يروقنا ام نروقه فتسللت نظراتي عبر نافذة حلم لاح لي

فيها ان الجو غائم وثمة اعاصير امطار ساحقة تعصف بالافق وظلام في ظلام لا ارى شيئا من حولي لكن اسمع صراخ اخوتي

وكل منهم يحاول التشبث بشئ ينقذه وحدها التي كانت لاتجد شيئا تتكئ عنده


هي انا البائسة الشقية .

الريح قوية وضوء البرق يخطف الابصار

اخذتني الريح قليلا لتلقي بي في منحدر لا اعرف قراره بسبب شدة الظلام من حولي فجبهة السماء حبلى بالامس

ابتعدت حاولت ان اتمسك بحجر لكن عبثا ماحاولت لان الارض كانت قد

غطتها الامطار فراح جزء كبير منها يتفتت بفعل العواصف والمطر الغزير الذي استمر ساعات متواصلة او وقت لايقاس الا باستطالة مبهمة .

الرؤى لاتزودنا باوقات دقيقة التفت خلفي لاشيئ سوى الظلام والامطار تعصف اين اهلي ، لقد كانوا هنا قبل قليل ، وأنا لماذا أضعتهم

ودفعتني مجددا قبضة ريح لتلقي بي من شاهق ... كانت الدقائق خارج الحلم واقعا يركض كل لحظة تقاس بكبير وقت او قد لاتقاس

الان الريح القت بي قرب منحدر لم اعلم اين نهايته لا اعلم سوى انني على حافته الان ...تداعى لخطورة الموقف

صور ضحايا النكبات الانسانية ، انستني نفسي حتى وتركتني اسرح بجسدي على اعتاب ريح ولا لشيئ الى الان مايثبتني الى الارض

فاصطدم راسي بجدار النافذة واستيقظت على رائحة دم ورطوبة فقد شج زجاج النافذة وصرعني مرأى الدم يسيل من جبهتي لم تكن امطارا بل كانت دماء






المنامة السادسة / عطش
كنت قد انتهيت من اداء واجباتي المنزلية فجلست منهكة على الاريكة ورحت اجول ببصري في ارجاء المكان حولي وشعرت برغبة في تناول قنينة ماء بارد ......ولا ادري كم مر من الوقت حتى وجدتني

أجوب عالما آخر لا أظن ان لي صلة فيه ...رايت نفسي ماشية قي طريق مشمس ولا اكاد افتح عيني لشدة ضوئها .

كنت انظر حولي ببطء وحذر شديدين فغربة المكان ووحشته تدعو للاستغراب هو شارع عريض ويمتد على مد البصر طولا حتى اكاد ارى

الافق وان كانت نظرتي حذرة لشدة الوهج بعد قليل وجدتني افتح عيني بصعوبة بفعل التعرق الذي ترك املاحا لاذعة بدأ فعل يسري بين عيني فقد

بدات رموشها تلتصق ببعضها وتضبب الرؤية حاولت ان اجد ملاذا الا ان
الافق يتسع والضوء يغزو عيني تماما كمن يجد نفسه قد انتقل بعد ظلام شديد

الى ضوء اشد كنت احاول ان امسح عيني من العرق لكن افاجأ في كل مرة
بتضبب الرؤية اكثر ما زاد الامر سوءا هو شعوري بوطـأة الشمس اللاهبة
وجفاف حلقي الذي بدأت بفعل جفافه الهث ولا اكاد ابتلع ريقي شعرت وكأن خشبة تدور في حلقي وتثقله ذلك هو لساني الذي اصبح ثقيلا
تلفت خلفي ونظرت عن جانبي لم ابين وجود شيء من ملاذ او امل ....عندما لايجد الانسان ضالته وهو دائب البحث فكيف ستكون حاله وهو كسول ليت شعري وهل تنال الحاجة الا بسعي وترك التمني؟؟!!

قلت لاستجمع قواي وامشي وانا معصوبة العينين حتى يفعل الله مايريد مشيت ومشيت حتى لاح لي فجأة بئر وقد نبتت على حافته نبتة صغيرة والان بدأت بفعل انصهارها بالشمس تدلع لسانها فتكومت قربها لعلي اجد عندها اجابة عن سبيل ماء قرب البئر كانت ارتماءتي
...اصخت السمع واذا بي اسمع خرير ماء فتناسل في عمقي امل كبير وآامال
انه الفرج بعد الشدة...لذا طمعت ان امد راسي داخل البئر لارى الماء ...استعجلت كثيرا ولم اجد نفسي الا وقد علقت يدي بحبل البدر
فوجدتني أُسحب من يدي وانا بالمقابل اسحبها لكن عبثا ما حاولت لقد ولجت قاع البئر الان
رحماك يارب ابعد كل هذا العطش اجدني داخل بئر وممتلئ ماء وتساءلت قبل ان امد يدي ياترى هل ستكون فرحة النبتة على حافة البئر بقدر فرحتي
هممت ان اتذوق الماء كن تذكرتها تلك المسكينة الواقعة تحت وهج الشمس؟؟

لكن كيف ساصعد الان كيف وكيف وكيف حتى نسيت عطشي وبدأت انسى العطش دون ان اتناول جرعة حتى من ماء البئر .كبير ..وجدتني في مأزق

فرحت العن نفسي وانا داخل البئر :
اهذا حلم يحلمه الواحد ؟؟ماهذا الرعب لاخرج من الحلم ...خرجت فعلا بصحوي ....فوجدت لساني قطعة من عطش




المنامة الخامسة / رقعة شطرنج

اسدل الليل ستاره على الخلق فغط الافق تحت عباءته السوداء ، متكورا على دفئه ... احاطة حنان ،

حيث السكون رغد عيش يؤوي الى باحاته المترامية

آلاف المتعبين من نهار

قاس ملتهب بالسنة نيران صيف قائظ

وضعت وسادة ناعمة من ريش الاوز تحت رأس مثقل بهموم الفكر وحسابات وخطط ،
وربما قهر استسلم ذلك الرأس الصاخب الى موت ريث صحو

فرايت فيما يرى النائم أنني اسير في دهليز خافت الاضاءة وانا ابحث عن

رخ أسود افتقدته بين كومة نفايات من اثاث في مخزن يمتلئ بقطع الاثاث القديمة

لم اتبين المكان ...بيت مَن هذا ؟؟

لم اكن اعرف واقعا ، لكنه بدا مألوفا لي في الرؤيا على اية حال
كان هناك ثمة اثاث قديم وقد تبعثر على ارضية من الخشب مخططة بالابيض والاسود تماما كما هي رقعة الشطرنج ، تبعثرت على ارضية الغرفة قطع من أثاث مكسرة الاجزاء وقد امتدت على مساحة المكان
بشكل فوضوي والغبار يغطيها حاولت ان اخطو بضع خطوات قليلة لاصل الى كيس كبير مازال حافلا بقطع اخرى وقد اندلقت عند فتحة الكيس اشياء مبعثرة ماكان يستوقفني انها لاتحمل اشكالا منتظمة للاثاث ، بل ربما بدت مخيفة ...خطوت خطوة فسمعت صداها تعج به الغرفة ، ضربت ريح نافذة الغرفة المغلقة فهزتها ولم تفلح في فتحها ...ارعبني حقا ، صدى خطوتي على تلك الخشبة وسرت في نفسي توجسات بينة ...كنت وحدي ايضا

للحظة شعرت بضرورة مغادرة المكان ، فقمت من مكاني لكي اطأ بقدمي

شيئا لا اعلمه كان ذلك الشيئ يصدر صوتا يشبه مواء القطط ، وكم سمعت من احاديث الجدة عن القطط المسكونة بارواح الجن ، فتناسل الرعب في روعي
الرعب عالم قاس من ثأر يطلبه القدر ، يعصف بي فأركن الى هواجس ذات انياب تنغرز في اغوار كبدي لاعالج خفقات ترتجف لها كل اوصالي ...
بالقرب رايت سريرا حاولت ان اتمالك نفسي قبل ان اصل اليه لكني تهالكت قربه ، على ارض الغرفة رباه
كيف ساتمكن من الخروج وانا اطأ بقدمي كل هذه الاشياء الصارخة
أنا اعبأ كثيرا بما يكون تحت قدمي ، فقد علمني ابي ان النملة التي انذرت قومها من سليمان النبي وجنوده انما ذكرت في النص القراني لانها مخلوق يتألم ويضج الى ربه يشكو من يدوسه او يؤذيه و الله شديد العقاب .......
حرف الباء يرن في اذني فألتفت نحو الباب لاسمع له صريرا

لذت ببصري نحو السرير خوفا من ارتعاد مفاصل الباب ، فلمحت ماهو ادهى كان بيدقا من قطع الشطرنج الابيض اللون يصارع الرخ الاسود

رايتهما ذوي اقدام وكل منهما مشتبك بالاخر يريد الاطاحة بخصمه ،،ذهول ورعب ....هما حصادي بالمتابعة
أهذا ماكنت ابحث عنه ؟؟؟ رخ بقدمين وعدائي ايضا ؟؟!!!!!!، لاصوت لهما وهما يتصارعان الا بعض نقرات على ارضية الغرفة هممت ان اتقدم نحوهما
لاركلهما معا وانتهي من هذا الرعب الذي بدأ يخنقني وفي المسافة اليهما
تناثر دم فغطى المكان ولم يسلم حتى وجهي من تلك القطرات المتناثرة ....... لقد سقط الرخ الاسود معفرا بدمه ،

,آآآآآه يانفس اخرجي .... لهول ما ارى ....
صحوت صارخة وكان قربي ابني يصرخ مرعوبا بصرختي ....

كيف السبيل الى أمان ياقلبي ؟؟؟!!!!!
نثر /
المنامة الرابع /كتبي والريح

كتبي والريح
كان سني يؤلمني ،

التفت الى جدتي ، أسألها ، قالت حبة قرنفل على وجعه

قهقهت برغم ألمي

ياجدتي .... وهل ارى وجعه انا

ان الوجع محسوس لايرى ، تخدر سني فانتابتني موجة نعاس

واستسلمت للنوم

ثمة ابواب تصطفق وصوت صفير لا اكاد اتبينه

يسد اذني بخدر حين يمر بها

وصداه ، يتناثر في الآفاق ،

يبعثرني ، ولا ادري كيف سيكون شكل الهواء بعد قليل

لسعتني سوْرة صفير فاصطكت منها أذني

فشعرت بفلفل قرنفلي يخدر اذني بعد اللسعة

قلت ادخل المنزل عل الريح تهدأ ، ويذهب وجع اذني

كنت ارى الريح تقذف حروفا ، للغة بكماء بهماء

لا افهم من رسومها شيئا ، وتلقي ببعضها في فراشي

رتبت سريري وولجت تحت الغطاء كان ثمة تحت اضلعي

شيئ خشن له ثلاثة رؤوس حادة كلما حاولت ، ان اخرجه لم اتمكن من الحركة ،

قلت هذا حلم حتما سأصحو منه لاني في حلم اعلم ذلك

كان صوت زفير جدتي ينقل الي عزيف الريح قلت :الان هذه ليست الريح انها صوت شخير جدتي

هذا وما ازال في الحلم الذي وجدتني فيه احلم بذلك الشيئ ذي الرؤوس الحادة التي لم انتزعها الا بالاستيقاظ من الحلم ،


ومازال حلم السن والقرنفل وانا في غمرته

عادت جدتي تزفر بشخيرها وهي تعزف لحنا آخر ، قلت فلاخرج قليلا لاقرأ كتابي

مادام الم السن قد هدأ ، بحثت عن كتابي ....كان الكتاب ممزقا ، أكانت الفأرة الملعونة قد مزقته ؟! ولكن اين باقي الصفحات

لم اوقد المصباح خشية ان يوقظ الجدة ....

بحثت عن الاوراق بصعوبة استطعت العثور على بعضها -كما تراءى لي -

لكني حقا وجدتها كلها لا ادري لماذ يكذب الشعور احيانا

لقد كانت موجودة ، لكني محتارة بين ترتيب الارقام والصفحات ،

وعادت جدتي تقصف الاجواء بزفيرها


لملمت اوراق الكتاب وخرجت في العراء ،

انشد فضاءا لازفير فيه ، لكن الباب اصطفق بوجهي فافلت بعضها

وقد طارت اوراقي مع الريح ، ولحسن الحظ انها لم تطر بعيدا

انشقت احداها لتلج في اعماق غصن الشجرة بالقرب وهي تدخل جوه

تمزق فيها حرف ، لا ادري هل كان بسبب عدم امساكي بالحروف ، او الصفحات

وراح الحرف يحط بعيدا كنحلة اتقن قراءة اسرارها غالبت رغبة ان اذهب او لا لأستعيد ، من فم الريح ذلك الحرف الحبيب

لكن الحرف يطير ويطير ، وفي الوقفة بين انشغالي بالحرف الطائر ،

عثرت على نقاط لذلك الحرف

مسكوبة بالمقلوب ، فرحت اندب حظي

ثم عدت كي الملم اوراقي واغادر الحلم

صحوت على وجع سني مرة اخرى
نثر المنامة الثانية / الليل واعماه

((الليل عالم غريب يوحد المتناقضات ، المتجزئات



حين يلقي
بظلاله في عتمة الافق فيصبغ الحياة بلون واحد





لهذا يحقق عدلا لايقوى الانسان على تحقيقه ))



قالها وغادر القاعة ..




في الطريق الى المنزل كان الخاطر سارحا
في عقدة العتمة ،



وكيف هو الليل .....ظله ، وقبل حلول المساء



نعاس يراود جفني وانامل لطف تغلقه
كزنبقة غادرها الصباح فأراني اناضل صمتي



بعد ثواني سرحت فيها الروح بعيدا عن
الاجفان لتحط في مباغتة بسقوط الجسد ،



وكأن عمودا كان متكئاعليه ذلك الجسد قد سقط ، فانتفض
الجسد بسقوط العمود ،



فتلفتت الروح



لأستردَّني في غمرة وعيي وعبثا حاولت ،



فقد فتحت جفني بمحاولة يائسة للصحو






وسرعان
ما اسلمني انسدال انسان عيني لغفوة عميقة .

مابين الغفوة وصحوي ،

الى نوم غارق فيه كلي

رأيت فيما يرى
النائم نهارا يسلط بسطوته الضوء على كل
زاوية في المكان

وجال بصري في المكان ....

كان الحقل اخضرتسوَّره سياج احمر فاخفى روعته
،

رغم ذلك الضوء ورفعة المكان ...

الضوء زرافات تمد اعناقها لتسور كل المساحات التي يمتد عليها البصر

وجدتني اهذي ،ألوان ...خلف ذلك السياج حتما ألوان

اغمضت عينَيْ فوجدتها تنبض هناك في غوريهما...ا

الوان الثمار ، الزهور

ذلك الحبل المشنوقة عليه ملابس البستاني والمتنحي بزاوية ،

أشرق عليها الضوء هي الاخرى ،


ثمة يد لي تحمل الخواتم ،مددتها امامي

فلمحت خواتيم ذهبية ،لها بريق يقهر العين

بيدي الاخرى حاولت تسجيل اعجاب لخاتم ...

فانتزعته من اصبعي فافلته ليتدحرج تحت الضوء

وينساب مصهورا بالضوء غار

فلا اراه الان

قلت ابحث عنه في التراب ولم يكن في التراب سوى اشياء ملونة

الوا ن الوا ن الوان

تزهو في كل مكان

يخضر الاخضر في الشجرة ،

يصفر الاصفر في الجزرة

والاحمر ذو الحب الفتان

الوان ،

لماذا تذكرتك الان

براء

كانت ارجوزتك الرائعة وانت تتقافزين بانشادها وشعرك الذهبي

اين هي براء؟؟

شعري اشقر فلماذا شعرك اسود؟؟

سمعتها تصيح في الكون الفسيح ....

وانا اصيح براااااااااااااااااااااااااااااااااء

رجع الصوت لون ذهبي ،

غالبت رغبة في تصديق عيني ماتسمع اذني ،

اختلطت الحواس ،اسوددددددددد صدى الاسود يتردد

الليل ....انتفض شيخ خلف سياج الحقل ، بيده مسبحة ملونة كل حبة فيها بلون ،


كان يسال عن وقت السحر ليقيم صلاته ،

في محراب تشرق عليه الان شمس الضحى ، أي سحر ياهذا

انه يثقب نظري بعينه وعدسته الخضراء تلمع في وسط دماغي ،

استولى علي سؤال كيف لايميز هذا بين ضوء الشمس واللون الرمادي للفجر

الوان مسبحته تشير الى ذائقته في الالوان فهو يجيد على نحو ما

ان يقول حين تمر بين يديه كل حبة خضراء :سبحان الله

وكانه يسرح في اخضرار حقله،

او هكذا تراءى لي الامر ،

واذا اعتنقت انامله كل حبة حمراء قال: لاحول ولاقوة الا بالله

وكانه يرى دماءا حمراء


قال من هناك؟؟ وعيناه تحدقان فيَّ بصرامة الرؤية اليقينية

قلت انا ياعم ، وكرر السؤال ، صمت

انتابتني رعشة وتوجس ، هل يمزح هذا وانا وحدي هنا ،

علي ان اغادر هذا المكان


لماذا وحدي هنا هل انا في حلم ؟؟

((الحلم انتاج عقلي مرموز ))، كانت جملة استاذي ترن في اذني

اي لأصحُ من هذا الحلم ،


لكن سؤاله المتكرر اغلق علي نوافذ الهروب الى الواقع

اقترب مني وفرائصي ترتعد حتى تناثرت اوصال خواتمي وتلك الخصال من الشعر الذهبي


على حين غرة وقبل ان اجيب لمحت الافق يسود ،


وسؤال الرجل يصرخ في اعماقي ....

رباه أين انا ؟؟

صرخت ياعم الان الان وابتلعت لساني ، كان عقلي يقول الان حل الليل ،

بني مشكلتي اني وحدي ،



مابني هذه ؟؟ الا يرى ام انه في حلم ؟!!

ارتبت في امره حاول ان يخطو فتعثر بالسياج ورأسه ترتفع الى الاعلى

كان اعمى اذن ،

سمعته يتمتم : اين حبسوا ذلك الديك ،

في غمرة ذهولي تنفرج اساريري ،

لم يكن سوى اعمى

صياح الديك يعلو والشمس ترتفع في الافق

وسمعت صوت امي : تاخرتِ على دوامك








نثر : المنامة الاولى /سلم مستطيل

ريث اغماضة


في سبحات الخيال سرّحت بصري


لأحط في حلم ،

فلم تمض الا انفاس ،شهيق ، زفير ،زفير شهييييييييييييييييييييييي

وأسلمتها ، في طيات دهاليز تاهت الروح

اتيه معها وانا انظر دهشتها بعالم فض بكارة الذهول ،

لتنفتح فوهة موج غامر من تساؤلات

تجول النظر فيما حولي ، اناس رائحة جائية مسرعة ،


ترتدي الوان الضباب وتخطو بخطى عريضة ارى مبتداها بالقرب من ثغري المفغور بهول رؤيتها لكن لا ارى منتهاها ...
عنقي مترنح بجيئة تلك الخطوات وذهابها ،

أناملي تعد الخطوات ،

هل قلت تعد الخطوات ؟؟


لا انها خطوة واحدة وعصية على العد تسلخ جبن الفضاء باحاطتها ،


بحزامه الناري المتقد -بحرارة جبروتها - كل ملامس او من كان بالقرب،

توارى خلف السنتها الذهبية المتلوية

ثمة صدى ،كنت اتسلق سلما طويلا ترتعد فرائصي لهول ما ارى

كنت امشي على حافة حقل وبصري مشرئب نحو مايجول في فضاء ممتد يتلصص على كل وعي لي


يتترنح العنق مني ، وتدور الحدقتان فتعودان مصطبغتين بلونين هما النار والرماد




رباه ، لو ارتقيت هذا السلم

أنه سيأخذني نحو اقصى موصل الخطى فاتيه هناك ،لاجوب اراضي الخطى .

وبيد مرتعدة امسكت بالسلم ارتقي


جاءت ريح بحبات رمل اودعتها عيني اليمنى ،

السلم منتصب وعليَّ الصعود

وعيني المصابة تلج في السؤال ،ان نظفيني من هدايا الريح

بين استغاثة عيني وبين توجعها ، تراشق ازمان

كل شيئ خارج نطاق العد والحصر ،

والجاذبية مفقودة ،لم ارفع يدي الى عيني لاحكها حتى

لكن السلم كان يهوي بانتفاضة ذرى عنق


ينصت لمسرى ريح اوخطوات دخان تاه في الفضاء وتشكل اقدام المارين


يهوي ولايهوي ،

ارفع عيني لالمح الخطوات ،

اهبط عيني أرى أشياء لا ادري اي شكل اتخذت الان ،

هل وصفتها ؟؟

لا ، وستظل تدهس الحياة باطارات اسكات الثورة ودحظها وتركها نحو خطو


أشياء قد تكون عظام موتى علقت على جدار اسود واسنانها بدت مقهقهة تصرخ في اعماقي

ألعلها هزأت بي ؟؟لماذا؟؟

لاني لم اكتمل نضجا عقليا ، ليت شعري وهل عقل !!!!

سكبت شجاعتي في بوصلة نحو الريح وجعلت خطوتي زادي اليها

واحدة اثنان ثلاث ،اربع وخمس وعشر وعشرون ومائة حتى اصفاره وصلت رقما تخيلتها عدد ما خلق ربي من اكوان ،
فهل احصيها ، لا وكلا

انا اصعد والسلم يستطيل واصعد والسلم يستطيل

وراحت انفاسي تعاتبني ،

لانظر الان علّي ارى مكاني من السلم وآمل ان يكون قريبا من طموحي في التسلق


فجلت ببصري وليس شيئ متغيرا

كل مافي الفضاء هو هو قمر ونجوم فضية تزين السماء بمهارة عقود اللؤلؤ تزين جيد الغواني ...

تاهت الروح ،مازال السلم يستطيل فلأترك هذه اللعبة


انحنيت كي اهبط لكن السلم بلا جاذبية

كان ساخنا ويداي تلوذان بكمي -وعبثا تفعل -

ثمة فقاعات بدأت تظهر في كل صوب من جثة الصمت لتتكلم همسا وبوحا

لكن العين لم تكن ناظرة الى فوق حتى حدود المعنى ،

التهبت يداي رباه كيف ساصمد حتى اصعد واصل الخطوة الاخيرة

في متابعة هوجاء لاقدام تزحف نحو مثواهاالاخير

ام في ان اطلب نجاتي فانا على سلم معلق بالفضاء

فلأنزل

وتبا للخطوات


وعاجلا داهمتْ جرأتي نفسي المغلوبة فحطت بي
على السرير


عيناي لاتركزان على صورة ومنظر السلم ختم طبع على عيني

وتلك احبتي الرحلة الاولى التي لما تبدأ بعد

تناولت جرعة ماء اطفئ بها جمر اللهيب في الفضاء ، وعناد رأسي

سمعت طفلي يصرخ


ومضيت لطيتي









_________________



ديمة البرق
بناء على قصيدة الجواهري
يانفس ان هواك طام

يانفس ان هواك طامِ...


********************


لاتجهلي
أثَر الخصامِ لاتطمعي نيلَ المرامِ



باح الاسى بشجونه فتنصّتي بوح الحِمامِ


يانفسُ كفي في الهوى نهج التوجس والخصامِ


الحب اقدس شِرْعة بلغتْ مداها في التمامِ


فيه تمادى الاشقياء وصار كلٌّ في ضرامِ


وتضرّستْ فيه القلوب ولم تنلْ غير الزؤامِ


((ولَأنتِ احوج بعد اتعاب الرضوخ الى جمامِ))


القطْع يعبث بالسلامِ وبه المُقطَّع في احتدامِ


الهجر ابشع لعبة في الحب عند ذبح للوئامِ


فكأنما هو حتفه كالموت يفتك بالأنامِ


لاتجزعي ذاك الثواءَ فأنت ادرى بانصرامِ


وتكبّدي فالعشق عنوان التكبد وانهزامِ


واقول يانفسُ ارقبي بعض التحرُّق والسهامِ


((نامي على زبد الوعود يداف في عسل الكلامِ))


يانفس حسبك من قتامِ الوجد يفتك بالرغامي


ماضر لو تبكين يوما والاسى فيك اعتزامي


هل فاقتْ الدنيا على جُرح كجرحي باضطرامِ


يومٌ
لها اعطيْتُها نفساُ لترضى باهتضامِ



وعليَّ يومٌ مالَها سلبتْ مراحي في منامي


يأتيكِ منها بالتهتُّك سائقٌ كالانتقامِ


((نامي تزرك عرائس الاحلام في جنح الظلامِ))


هل كنتِ احرى بالهُيامِ فلقد سئمتُ من الهُيامِ


الحب عندكِ غزوةٌ تعدو على جَدَث السلامِ


قلبٌ يمور به اسىً هذا لذا صنوا أَثامِ


ولقد يمنِّيكِ الجهادُ بماجرى عند التحامِ


وصلا وللوصل انتعاشةُ ذاهلٍ بعد التَّصامِ


ولقد جُبلْتِ على العطاء وماجنيتِ من اهتمامِ


((نامي على جور كما حمل الرضيع على الفطامِ))


يانفسُ رُدِّي لي سلامي فأنا
سئمتُ من الحِدامِ



لاترفضي من دعوة ترنو بأمواج الحُطامِ


ويعود مجنونٌ بنا نحو التناجي والوئامِ


لاتحسبي ان
الحبيبَ الصبَّ يرضيه اختصامي



سيعود يوما شاقه وصلي الى بردِ اللثامِ


سيطلُّ
ظلٌّ للحبيب وفي غدٍ وعلى المرامِ



((يوصيكِ ان لاتطمعي من مال ربك في حطامِ))


نامي على ارض القَتامِ وتوسّدي هُضَب التعامي


نامي على رشْف الخواءِ وشهقةِ القلبِ
المُسامِ



نامي فقد يرضى حبيبٌ منك في صبحٍ تنامي


وتنسَّمي عطرا سرى في الدوح زَوْرا في
المنامِ



نامي وانتِ
المستقاةُ الحبَّ من قيدِ التحامِ



فستُغمضي عينا رأتْ في صحوِها ذُلَّ التعامي


((نامي فقد اضفى العراء عليكِ أثواب
الغرامِ))



ياخلُّ انت من الغرامِ كاللحن معشوقُ اقتحامي


يقضي بان تتوسميه بغير لاءٍ في الغرامِ


اِن ترتضي في هولِه كلَّ الاعاصير الدوامي


فعلامَ يبدو منك قهرٌ تاهَ في دربِ انقسامِ


ماكنتِ احرى بالاسى يقفوكِ قلبٌ بانهدامِ


لاترتضي من قائلٍ ولِمَ التورطُ باصطدامِ


((نامي وخلِّ اللائمين فما يضيرك أن تلامي))


الحب اضحى
كالهجيرة ترتمي بل كالجثامِ



قد يعتلي فيه العُلا جَبُنٌ ويُودي بالهُمامِ


قد ينتضي قهرا وفتكا ثم ذبحا بالحسامِ


قد يزدريه مُقاطِع ويسومُه حرَّ الغرامِ


وهو المقاطِع والمهاجر غاله سكرُ المُدامِ


وهو المتابع منهجا للترك يصدح
بالتعامي



((والنور لن يعمي عيونا قد جبلن على
الظلامِ))



يانفس انّ هواك طامِ مابين فوجٍ واقتحامِ


يوما اكون مسالِما وبغيره انا كالحسامِ


يوما اريد هوى معانقةٍ وفي غد الترامي


واذا لقيتُ هوايةً فلقد ابيت على انسجامي


والقتل أسعدُ مايكون مع المودة والهيامِ


ولقد تنال النفسُ مايُزجى لها فيضُ
المرام



((أذ
تختفين بلا اهتمام او تسفريت بلا لثامِ))



اني اريدك ان تُتامي ان تمتطي موجَ الصِدام


فلعل تيها يعتلي فوجَ الاسى عند احتلامِ


ان ترأفي بي عندما يلِج الهوى طورَ التنامي


ان تلهجي ذكرى الحبيب وتركبي بحرَ الغرام


ان تتركي مرَّ المذاقِ لشَقوةٍ عبرتْ امامي


يانفس ما معنى الحياةِ بدون سعدٍ وابتسامِ


((ياحرة لم تدر مامعنى اضطغان وانتقام))


ابقي على وصل المُضامِ فلقد يروقُك بالتمام


لاتدهَمي من غَيلَةٍ كانت واعقبها اجترامي


كم
زجرةٍ رام الحبيبُ بها وفي عمد سُقامي



حتى مشى مني التأوّهُ حلَّ في نبضٍ مُقامِ


واذا بروحينا تَساقى من
شرابٍ كالزؤامِ



يانفس هل تأبيَنَ في الولَهِ التسعُّرَ وا ضطرامي


((كم تصمدين على العتاب وتسخرين من الملام))


يامن أُحبُّ بلا احتكامٍ انهكتَ قلبي باتهامِ


رفقا بقلبي من جريحٍ ثم بالجسدِ الرُّخامِ


يا برقةً ضاءتِ حياتي قبلها عيشُ الظلامِ


ياوقعةً وجنتْ على عمري بأقدارٍ جِسامِ


عُدْ لي بفيضِ الحب مثل بدايةٍ وبه اختتامي


فلقد سقمْتُ من الجدال وكلُّ افكاري روامِ


((والنفس
كالفرس الجموح وعقلها مثل اللجام))



انا ان اتيتَ متيما فلقد أ فكُّ من الزمامِ


واكسِّر الاغلالَ لا ابقي على شيئٍ مُقامِ


وأريك كيف هو الجنونُ وكيف أرديةُ الغرامِ


سترى بأنك في سعيرٍ دون حبي واهتمامي


دون القصائد والقوافي طالما كانت نظامي


سترى بانك مذنبٌ في حقِّ حبي واحترامي


((سبحان ربك صورة تزهو على الصور الوِسامِ))

_________________



ديمة البرق /حميدة العسكري


  
تحت سمائي هل

يحويني

الا حبك ،

قطرا مطرا هو يسقيني


ما اشهى حبا كالرؤيا ،

ظللني مطرا ...يكويني

سر حياتي وهو الدنيا

وهو ملاذي

هو يحميني

ان طافت نغمات الشوق

روحك هبت

في تلحيني

تسري رعشة حب غامر

تدهمني ، فيها ترميني

كي انعم في غدها الاشهى

موجة حب اذ تؤويني

مأوى حبك ، يا امنيتي

بل معقل روحي

ووتيني