الأحد، 2 سبتمبر 2012

المنامة الرابع /كتبي والريح

كتبي والريح
كان سني يؤلمني ،

التفت الى جدتي ، أسألها ، قالت حبة قرنفل على وجعه

قهقهت برغم ألمي

ياجدتي .... وهل ارى وجعه انا

ان الوجع محسوس لايرى ، تخدر سني فانتابتني موجة نعاس

واستسلمت للنوم

ثمة ابواب تصطفق وصوت صفير لا اكاد اتبينه

يسد اذني بخدر حين يمر بها

وصداه ، يتناثر في الآفاق ،

يبعثرني ، ولا ادري كيف سيكون شكل الهواء بعد قليل

لسعتني سوْرة صفير فاصطكت منها أذني

فشعرت بفلفل قرنفلي يخدر اذني بعد اللسعة

قلت ادخل المنزل عل الريح تهدأ ، ويذهب وجع اذني

كنت ارى الريح تقذف حروفا ، للغة بكماء بهماء

لا افهم من رسومها شيئا ، وتلقي ببعضها في فراشي

رتبت سريري وولجت تحت الغطاء كان ثمة تحت اضلعي

شيئ خشن له ثلاثة رؤوس حادة كلما حاولت ، ان اخرجه لم اتمكن من الحركة ،

قلت هذا حلم حتما سأصحو منه لاني في حلم اعلم ذلك

كان صوت زفير جدتي ينقل الي عزيف الريح قلت :الان هذه ليست الريح انها صوت شخير جدتي

هذا وما ازال في الحلم الذي وجدتني فيه احلم بذلك الشيئ ذي الرؤوس الحادة التي لم انتزعها الا بالاستيقاظ من الحلم ،


ومازال حلم السن والقرنفل وانا في غمرته

عادت جدتي تزفر بشخيرها وهي تعزف لحنا آخر ، قلت فلاخرج قليلا لاقرأ كتابي

مادام الم السن قد هدأ ، بحثت عن كتابي ....كان الكتاب ممزقا ، أكانت الفأرة الملعونة قد مزقته ؟! ولكن اين باقي الصفحات

لم اوقد المصباح خشية ان يوقظ الجدة ....

بحثت عن الاوراق بصعوبة استطعت العثور على بعضها -كما تراءى لي -

لكني حقا وجدتها كلها لا ادري لماذ يكذب الشعور احيانا

لقد كانت موجودة ، لكني محتارة بين ترتيب الارقام والصفحات ،

وعادت جدتي تقصف الاجواء بزفيرها


لملمت اوراق الكتاب وخرجت في العراء ،

انشد فضاءا لازفير فيه ، لكن الباب اصطفق بوجهي فافلت بعضها

وقد طارت اوراقي مع الريح ، ولحسن الحظ انها لم تطر بعيدا

انشقت احداها لتلج في اعماق غصن الشجرة بالقرب وهي تدخل جوه

تمزق فيها حرف ، لا ادري هل كان بسبب عدم امساكي بالحروف ، او الصفحات

وراح الحرف يحط بعيدا كنحلة اتقن قراءة اسرارها غالبت رغبة ان اذهب او لا لأستعيد ، من فم الريح ذلك الحرف الحبيب

لكن الحرف يطير ويطير ، وفي الوقفة بين انشغالي بالحرف الطائر ،

عثرت على نقاط لذلك الحرف

مسكوبة بالمقلوب ، فرحت اندب حظي

ثم عدت كي الملم اوراقي واغادر الحلم

صحوت على وجع سني مرة اخرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق