الأحد، 23 سبتمبر 2012

قصة قصيرة / امنيات

كانت تحدق في صفحة السماء ،وهي تلمح تجهما فيها ،
- ماما حان الوقت لاذهب الى المدرسة،نبهها ابنها بعد طول تحديق
ثمة اشياء يجب انجازها قبل ان يجتاحنا مطر اسود....(كان حديث النفس) ، البسته ملابس المدرسة وكانت تنظر الى طوله
- ان امطرت السماء فلا تخرج من الصف ياروحي
خطف بصرها برق لاهث نحو شيئ ما .....احست بغصة في صدرها ،لكنها تذكرت تلك الاشياء التي لم يتم انجازها ،وبرق خاطف آخر زجها في خوف وترقب تداعت لها لحظات النشوة التي تستنشقها عبر امتزاج التراب بالماء عندما كانت صغيرة ورغم ان ذاكرتها الان مشحونة بصور الرعشات المنعشة التي تجتاح الروح على وقع المطر ، لكن الغصة تنامت .. اخذ المطر بالانهمار صاخبا تأملته من النافذة طويلا ،مر برق خاطف عبرزجاج النافذة ليزجها في لحظة احتضان تلك اللحظات الدافئة وهي تبوح لزوجها برغبة الرقص على وقع حبات المطر وفي حضنها طفلها الصغير كان زوجها يردد على مسمعها نكاتا فتضحك بصوت عال بينما ينعم هو بلحظة هدوء ثم يتنفس عميقا وهو يداعب صغيرها ليقطع حاجز الصمت بعد ذلك بقوله :هل سأراك رجلا ايها البرعم ؟كم اتمنى
صخب الرعد يتعالى ...والهاتف يرن :سيدتي هذا منزل السيد محمود ؟
- نعم تفضل
- نأسف لكن السيد في المستشفى وجدناه مصطدما بعمود كهربائي
تهالكت على كرسي بالجوار لكن على حافة بئر وقعت ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق