الأحد، 23 سبتمبر 2012

قصة قصيرة/ فتية تعانق القلم

فَتِية تعانق القلم
*********************
احببت الحياة اذ كنت طفلة
كان عنوان اول تعبير تخطه أنامل سيجنُّ جنون صاحبتها بعد حين بذلك الحرف وصنوه القلم .
كنت انتظم صفا بين فتيات يحسنَّ المزحة والعبث ويثيرنَّ الصخب....... وسط تلك

الاجواء انتصبت قامتي قبل ان اجلس على رحلة الدرس وقبل دخول المعلمة ،

كنت في الصف الخامس الابتدائي ، والمعلمة السمراء النحيفة لها عينان

سومريتان وقامة فرعونية تحضر ، كنت اراها تخترق الرؤى بتلكما العينين ...

بعد دخولها ساد الصف هدوء كنت في امس الحاجة اليه لان صخب الروح لاتبدأ

طقوسه الا في اجواء الصمت .

تناولت المعلمة الطباشير بعد تفقدها الطلبات الحاضرات فصدر اول اوامرها

:اكتبي معي

عنوان الموضوع التعبيري (أحببت الحياة اذ كنت طفلة),

الله ... تداعى لي العنوان بكل صور الطفولة تلك ، مرحها ألعابها حكايات الجدة

وقبلات الاب الرؤوم

احتضان الام في الايام الباردة وتلك الرعشة التي تسري في الاوصال عند

اشتداد البرد والتي سرعان ما ستدحرها الام الحنون بمد من الاغطية الثقيلة

فيعم الدفئ اركان المكان ... بتحلقنا مجموعة صغار في حلقة رائعة حول

ا
لمعلمة وهي تحكي لنا قصصا تصدرها احدى دور النشر آنذاك ...ووو


تتداف
ع الصور والقلم يدوِّن معها والفكر مزدحم بخلجات مع مايرتل القلم ....

.
الدرس ينتهي والموضوع لما ينته بعد ، وصاحت المعلمة - : سلِّمي الورقة

فالدرس انتهى .

كنت مشفقة ان لا اكون قد انتهيت من الموضوع كما تجب النهاية وفعلا لم تكن


نهاية للموضوع

سلمت ورقتي بانكسار ،ماكان يعزيني خلاله الا تذكري للصور الحياتية التي

دون
تها هناك على ورقتي .وبعد ساعة بعثت المعلمة في طلبي ...رباه

ستحاسبني لانني لم انته ، كنت ارتجف فرقا ...نعم ستحاسبني المعلمة ،

وفي الطريق اليها كان يحشو الفكر الف سؤال والف اجابة ...مبهمة كلها وشدة

واشياء كبيرة ...المعلمة تقوم مستقبلة اياي وهي تنادي :


تعالي عزيزتي اجلسي قربي ..رباه ،أأجلس قربها كانت استجابتي مترجمة

بدهشة كبيرة ، وعادت تقول :اجلسي هنا تعالي قربي .

من مثلي وانا من تجلسها المعلمة قربها !

طبعا انت كتبت الموضوع في الصف ، فمن اين لك هذه الروعة وقوة الاسلوب ؟!

صعقت انا تضبب نظري وطأطأت رأسي وفي داخلي رقصات فرح تحضنني وتطير

بي الى اجواء لاتوصف من الزهو والمتعة ...الحمد لله ليس السلامة من العقاب

على عدم وجود النهاية للموضوع ليس هذا مابعثتت الي المعلمة بشأنه .

اما وقد مدحت موضوعي ، بل لقد كانت مذهولة وكانت ترفع صوتها بحضور

زميلاتها وهي تفخر بي ...فأنه شأن طائر سنونو جمحت اجنحته على جسد

غيمة بيضاء وتمدد في زهو يناطح عنان السماء فرحت فرحت ،وقلت لها كنت

اكتب ما اراه في داخلي اعبر به ...وبغير انتظار بل بدهشة صارمة تلقى جبيني

قبلة معلمتي وكلمة لاتنسى مدى الحياة :لك مستقبل كبير في الكتابة فقط استمري ...

اماه هل انا في حلم ؟؟ لا ليس حلما فهاهو جرس الدرس الثالث يدقه الحارس

بشدة ليعبث باوصال السكون ..ويصحو النائمون . بعد قليل اشتقت للكتابة وانا

في درس العلوم شعرت برغبة غامرة ان اكتب ولكن المعلمة ستراني وربما

عاقبتني ،سأنتظر خروجها ...

في اجواء مبهمة بالنسبة لي كانت تأخذ المعلمة تلميذاتها فيما اراني اسير

الى الخلف منهن وروحي سابحة في اجواء نشوة توسلت فيها الساعة ان تغذ

سيرها نحو نهاية الدرس ،وانتهى الدرس فعم الصخب المكان بخروج المعلمة .

معظم الطالبات تغادر الصف وحاولت الاخلاد الى ورقتي لاكتب لكن الصخب في

الخارج يتناسل ويقتل كل فكرة فالاوأجل امنياتي الان ورغم انفي كان لي ان

اتحرق لهفة الى العودة الى البيت .

لأعاود تحقيق فرصة لثم القلم لورقتي البيضاء ...

عند المساء عم السكون واختلست ضوء مصباح قريب لاجلس تحته القرفصاء

وتلك الانامل تحتضن القلم واخرى تحتضن الورقة لاكتب قصة لما تزل تفاصيلها

علي ان اخرجها للنور فليس ثمة وليد طال انتظاره وطالت حياة الجنين فيه كما كان الامر مع تلك القصة ..

ريث قصة سيبدأ العشق الروحي للكتابة ...ساكون كما تنبأت لي معلمتي

..سأكون وليتني اكون بل سأكون ....ورقتان باربعة صفحات سطرت فيها رائعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق