الأحد، 2 سبتمبر 2012

الحادية عشرة / ارجوحة عند القمر

اشعر بعدم رغبتي اليوم في عمل شيئ من اعمالي المنزلية

لا افكر بتحريك ساكن ، اطرافي متعبة واظنني بحاجة، الى استرخاء طويل قبل ان استعيد نشاطي

للقيام بالمهام المنزلية المضنية ....هممت ان احمل وسادة لاجعلها متكأ لراسي المترنح بالنعاس

لكني استعذبت ان اضع رأسي على متكأ الاريكة لاسلم جفني لغمض استغرق فيه

وامضي في نعيم ، كنت اطلب من صغيري ان يمسد اطرافي كلما شعرت بتعب فيها وكنت حقا

بحاجة الى من يفعلها ليأخذني الخدر الى عالم من الاسترخاء والمتعة

لكن لا احد .....كانت اقصى الاماني

ها انذا اسلم نفسي بكل جوارحي الى حقيبة سفر تطويني غرضا وتجعلني في اعماق بؤرتها

في الرؤيا

رايت فيما يرى النائم ، كأني امشي في حقل خريفي ، كل شيئ فيه مصفر وانا اتمشى بين كومة

اوراق صفر تتساقط على الارض حتى لتكاد قدماي تغرقان
بين كومة الاوراق تلك ...

وكلما تخطيت مرحلة من مسافات اقطعها مشيا وانا اسمع قضقضة اضلاع الاوراق المتكسرة تحت

اقدامي - ولا ارى امام بصري شيئا آخر - كلما ازددت انغماسا بمسافات اشد كثافة بالاوراق

مشيت مسافات لا اكاد اعرف ابعاد حدودها لكنها كانت حتما تستطيل بي كلما تقدمت ، وجدتني

امام حقول أخرى ، فاستشعر سأم قدمي من المزيد من الخطى

وشيئا فشيئا مر الوقت عاصفا وادلهمت السماء فنظرت في صفحة السماء لاراني أطل من علياء

على قمر وقدماي تترنحان على وجه القمر جيئة وذهابا

ويداي تمسكان بحبل الارجوحة المربوطة الى شجرة خضراء بانعة كانت تبدو احيانا سوداء

عندما تروح ارجوحتي وقدماي محلقتان في وجه القمر وعندما تعود تلكما القدمان

المح اللون الاخضر في تلك الشجرة وحقا كنت مستمتعة بذلك التيه والاسترخاء العجيب


كم جميل ان نحلق في السماء متأرجحين ونحن نطلق العنان لاقدامنا ان تحلق مع الريح ....


حدثتني نفسي فجاءة وانا اتأرجح : ماذا لو انتهت هذه السعادة ؟؟


احيانا كثيرا تداهمنا نفوسنا بتساؤلات ونحن في غمرة السعادة عن هواجسنا كيف سيكون شكلها

حين تنقطع تلك السعادة ؟؟!!!!

اسمع صرير الحبل والشجرة تنوء بحملنا انا واياه

توقعت حدوث شيئ هائل الان ،


لكن وقبل ان يحدث ، استجمعت قوة هائلة لا اعلم كم مداها لاندفع من غمرة الرؤيا


الى واقع الاريكة التي انا مسترخية عليها الان

استفقت وقدماي تنفضان الخدر عن عاتقيهما وانتصبيت جلوسا

لافرك عينيَّ من بقايا ضباب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق