الأحد، 2 سبتمبر 2012

السابعة /امطار

نادتني امي لاجمع الغسيل من على الحبل لان ريحا قريبة ستمر ، ربما تراب فخشية ان تتلوث الملابس لذا طلبت مني جمعها وحملها

وهرعت على عجالة استجمع القطع المنشورة على الحبل بينما كنت اسرح في خيالي :ماذا لو اخذت الريح ثوبي هذا والقت به عند أقدام الحبيب ؟؟!!

وسرحت اجول في انحاء ما بخاطري ولم اصح من التجوال الا على صوت صفير وهبت نفحة من تراب خفيفة مرت عاجلا نظرت في الافق فاذا الجو مكفهر لاشيئ يبين هل هي ريح ام امطار ام اعصار

لا ادري لكن ادري ان رغبة لدي بدأت تتنامى تدريجيا ان اواصل التجوال في خاطري عند النافذة ولكن ليس قبل ان اكمل هذا العمل المطلوب مني

بالحاح وكم تلكّأت في انجازه ، ولجت غرفة النوم ودسست الملابس من غير ترتيب في الخزانة وعدت على جناح ريح
جلست عند النافذة اعانق الريح فهي تصفر وانا الصدى هذا ماتخيلته لحظة
لكن راقني منها رذاذ كانت تحمله لتلقي به على وجناتي ،

ما أشهى قبلات الريح الرذاذية ايها الحبيب !!!

تواصل فكري هذه المرة على نحو لم اعهده فأخذت اغط في نوم عميق على

جلستي تلك وعلى الاريكة قرب النافذة ، للحلم ابواب خرقاء تولجنا شئنا ام

ابينا في اغوارغرفها، اكان الدخول يروقنا ام نروقه فتسللت نظراتي عبر نافذة حلم لاح لي

فيها ان الجو غائم وثمة اعاصير امطار ساحقة تعصف بالافق وظلام في ظلام لا ارى شيئا من حولي لكن اسمع صراخ اخوتي

وكل منهم يحاول التشبث بشئ ينقذه وحدها التي كانت لاتجد شيئا تتكئ عنده


هي انا البائسة الشقية .

الريح قوية وضوء البرق يخطف الابصار

اخذتني الريح قليلا لتلقي بي في منحدر لا اعرف قراره بسبب شدة الظلام من حولي فجبهة السماء حبلى بالامس

ابتعدت حاولت ان اتمسك بحجر لكن عبثا ماحاولت لان الارض كانت قد

غطتها الامطار فراح جزء كبير منها يتفتت بفعل العواصف والمطر الغزير الذي استمر ساعات متواصلة او وقت لايقاس الا باستطالة مبهمة .

الرؤى لاتزودنا باوقات دقيقة التفت خلفي لاشيئ سوى الظلام والامطار تعصف اين اهلي ، لقد كانوا هنا قبل قليل ، وأنا لماذا أضعتهم

ودفعتني مجددا قبضة ريح لتلقي بي من شاهق ... كانت الدقائق خارج الحلم واقعا يركض كل لحظة تقاس بكبير وقت او قد لاتقاس

الان الريح القت بي قرب منحدر لم اعلم اين نهايته لا اعلم سوى انني على حافته الان ...تداعى لخطورة الموقف

صور ضحايا النكبات الانسانية ، انستني نفسي حتى وتركتني اسرح بجسدي على اعتاب ريح ولا لشيئ الى الان مايثبتني الى الارض

فاصطدم راسي بجدار النافذة واستيقظت على رائحة دم ورطوبة فقد شج زجاج النافذة وصرعني مرأى الدم يسيل من جبهتي لم تكن امطارا بل كانت دماء






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق