الأحد، 2 سبتمبر 2012

نثر المنامة الثانية / الليل واعماه

((الليل عالم غريب يوحد المتناقضات ، المتجزئات



حين يلقي
بظلاله في عتمة الافق فيصبغ الحياة بلون واحد





لهذا يحقق عدلا لايقوى الانسان على تحقيقه ))



قالها وغادر القاعة ..




في الطريق الى المنزل كان الخاطر سارحا
في عقدة العتمة ،



وكيف هو الليل .....ظله ، وقبل حلول المساء



نعاس يراود جفني وانامل لطف تغلقه
كزنبقة غادرها الصباح فأراني اناضل صمتي



بعد ثواني سرحت فيها الروح بعيدا عن
الاجفان لتحط في مباغتة بسقوط الجسد ،



وكأن عمودا كان متكئاعليه ذلك الجسد قد سقط ، فانتفض
الجسد بسقوط العمود ،



فتلفتت الروح



لأستردَّني في غمرة وعيي وعبثا حاولت ،



فقد فتحت جفني بمحاولة يائسة للصحو






وسرعان
ما اسلمني انسدال انسان عيني لغفوة عميقة .

مابين الغفوة وصحوي ،

الى نوم غارق فيه كلي

رأيت فيما يرى
النائم نهارا يسلط بسطوته الضوء على كل
زاوية في المكان

وجال بصري في المكان ....

كان الحقل اخضرتسوَّره سياج احمر فاخفى روعته
،

رغم ذلك الضوء ورفعة المكان ...

الضوء زرافات تمد اعناقها لتسور كل المساحات التي يمتد عليها البصر

وجدتني اهذي ،ألوان ...خلف ذلك السياج حتما ألوان

اغمضت عينَيْ فوجدتها تنبض هناك في غوريهما...ا

الوان الثمار ، الزهور

ذلك الحبل المشنوقة عليه ملابس البستاني والمتنحي بزاوية ،

أشرق عليها الضوء هي الاخرى ،


ثمة يد لي تحمل الخواتم ،مددتها امامي

فلمحت خواتيم ذهبية ،لها بريق يقهر العين

بيدي الاخرى حاولت تسجيل اعجاب لخاتم ...

فانتزعته من اصبعي فافلته ليتدحرج تحت الضوء

وينساب مصهورا بالضوء غار

فلا اراه الان

قلت ابحث عنه في التراب ولم يكن في التراب سوى اشياء ملونة

الوا ن الوا ن الوان

تزهو في كل مكان

يخضر الاخضر في الشجرة ،

يصفر الاصفر في الجزرة

والاحمر ذو الحب الفتان

الوان ،

لماذا تذكرتك الان

براء

كانت ارجوزتك الرائعة وانت تتقافزين بانشادها وشعرك الذهبي

اين هي براء؟؟

شعري اشقر فلماذا شعرك اسود؟؟

سمعتها تصيح في الكون الفسيح ....

وانا اصيح براااااااااااااااااااااااااااااااااء

رجع الصوت لون ذهبي ،

غالبت رغبة في تصديق عيني ماتسمع اذني ،

اختلطت الحواس ،اسوددددددددد صدى الاسود يتردد

الليل ....انتفض شيخ خلف سياج الحقل ، بيده مسبحة ملونة كل حبة فيها بلون ،


كان يسال عن وقت السحر ليقيم صلاته ،

في محراب تشرق عليه الان شمس الضحى ، أي سحر ياهذا

انه يثقب نظري بعينه وعدسته الخضراء تلمع في وسط دماغي ،

استولى علي سؤال كيف لايميز هذا بين ضوء الشمس واللون الرمادي للفجر

الوان مسبحته تشير الى ذائقته في الالوان فهو يجيد على نحو ما

ان يقول حين تمر بين يديه كل حبة خضراء :سبحان الله

وكانه يسرح في اخضرار حقله،

او هكذا تراءى لي الامر ،

واذا اعتنقت انامله كل حبة حمراء قال: لاحول ولاقوة الا بالله

وكانه يرى دماءا حمراء


قال من هناك؟؟ وعيناه تحدقان فيَّ بصرامة الرؤية اليقينية

قلت انا ياعم ، وكرر السؤال ، صمت

انتابتني رعشة وتوجس ، هل يمزح هذا وانا وحدي هنا ،

علي ان اغادر هذا المكان


لماذا وحدي هنا هل انا في حلم ؟؟

((الحلم انتاج عقلي مرموز ))، كانت جملة استاذي ترن في اذني

اي لأصحُ من هذا الحلم ،


لكن سؤاله المتكرر اغلق علي نوافذ الهروب الى الواقع

اقترب مني وفرائصي ترتعد حتى تناثرت اوصال خواتمي وتلك الخصال من الشعر الذهبي


على حين غرة وقبل ان اجيب لمحت الافق يسود ،


وسؤال الرجل يصرخ في اعماقي ....

رباه أين انا ؟؟

صرخت ياعم الان الان وابتلعت لساني ، كان عقلي يقول الان حل الليل ،

بني مشكلتي اني وحدي ،



مابني هذه ؟؟ الا يرى ام انه في حلم ؟!!

ارتبت في امره حاول ان يخطو فتعثر بالسياج ورأسه ترتفع الى الاعلى

كان اعمى اذن ،

سمعته يتمتم : اين حبسوا ذلك الديك ،

في غمرة ذهولي تنفرج اساريري ،

لم يكن سوى اعمى

صياح الديك يعلو والشمس ترتفع في الافق

وسمعت صوت امي : تاخرتِ على دوامك








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق