الأحد، 2 سبتمبر 2012

المنامة الثالثة روحي والنور

تحت شحوب القنديل الغارق في ظلمة ليل بهيم كنت اغالب
رغبة حقيقية في النوم
ذلك اني كنت استمتع
بدفئ المساء عند شباك غرفتي بهطول

بقايا رذاذ من المطر

وسرعان ماغلبتني تلك الرغبة....


وكان يتنامى في روحي تساؤل : ترى لماذا خبا الضوء في هذا القنديل مع انه كان قبل
هنيهة يعج بالضوء ؟؟!

لماذا يتناقص نوره تدريجيا مع انه ليس من القناديل التي تعمل
بالزيت ........

عندما يكتب للروح ان تسرح
مع الضوء في فسحة طاغية ، فكيف سيكون وصف ذلك الشعور

من اللذة والسرور ، ذلك اني اكره
العتمة لانها تذكرني بتلك المخلوقات العدائية .


لا ادري كم يتطلب وقتا ولوج ابواب الحلم ،


لكن ادري اني
اسبح في فضائه الان ،



فقد رايت فيما يرى النائم اني امشي وسط صفين من اشجار
متراصة عن يساري وعن يميني



واطراف اغصان تلك الاشجار ما زالت مهتزة وهي تنفض اواخر قطرات من ندى بعد ان غطاها
الضباب



كانت روحي متوجسة في ذلك الضباب بأمر
ما ...



وماهي الا لحظة او جزء من اعشارها حتى خطفت بصري عتمة اكثر ومر كبرق خاطف - ولكن على شاكلته -
احد



مخلوقات الظلام لقد كان خفاشا ...


وقبل مروره الخاطف ذاك كنت اتربص حدثا مثيرا للرعب وما ان مر حتى طاطأت
رأسي على عجل وانا في قمة الخوف فوجدتني وقد تشنجت رقبتي كردة فعل لتلك اللحظة
الخاطفة .




فشعرت بالمي ولكن كان خفيفا اذا ماقيس بشعور مابثه ذلك
الطائر المقيت من رعب في ثنايا الروح ،



وعاجلا استعدت وعيي فقلت متسائلة :ماذا لو
عاد وخطف عنقي معه ،



كانت جدتي تحدثنا عن مصاصي الدماء في معرض ارهابنا او تحذرنا
-لانصافها – من الخروج ليلا خارج المنزل
.



فهرولت راكضة لاختفي بين اغصان الاشجار قبل عودة الخفاش


لكن اثارتي لحركة تلك
الاغصان اوقعني في مأزق اكبر ....



لقد اثير ذلك السرب من الخفاشات والمتربص بي -
كما تراءى لي –



لبرهة فتضاعف الرعب وتناسل في عقر روحي بين اجزاء من الثانية


كان
الهلع شديدا بحيث اوقع نظارتي ، ففقدت بغتة ذلك الضوء الخفيف الذي كنت ارى من
خلاله




اين كنت اسير ، الان وقد اصبح كل شيئ معتما فلتهبّي من
جحورك ايتها الخفافيش المقيتة ...



في معرض بحثي باللمس لا بالرؤية وكما يفعل
الاعمى وهو يتطلب لشيئ ما في وحدته فلا تعينه سوى انامل عشر وربما استعان



بمزيد من
انامل فمد قدميه باحثا عن ذلك الشيئ .




اقول في معرض ذلك البحث لمحت عدسات نظارتي .....وكرتي نور
تنطلقان من العدستين باشعاعات لانظير لها ،



ما دلاني على ماكنت ابحث عنه . لكن رعبا سكنني لهول النور


كنت
قبل قليل ارغب وبشدة ان اجد نظارتي ...والان اخشى ان اقترب منها لا ادري كم مر من الوقت



حتى تغير الرعب الى ضده ...


الان فقد بدا يخفت النور المنبعث من كرتين تفلطحتا
على عدستي النظارة



فعاد الى نفسي سكونها ما اغراني بالاقتراب منها لالتقطها ،


وما
ان اقتربت ومددت يدي حتى انبعث
ذلك النور مرة اخرى وباشد مما كان عليه قبل قليل



ففوجئ بصري بذلك النور المنبعث وسط تلك الاجواء
الرمادية






تسمرت مكاني ولم احاول ان أريم .


وعلى غير شعور وجدتني
اديم النظر فيه بل واغرق الان فيه بدل ان اهرب منه فرقا .....



بل جننت فيه لقد
اغراني بريقه على نحو لايصدق



نعم ياجدتي كنت على حق وانت تحدثينني بتلك الحكمة التي
الفتها منك ( الانسان عدو لما يجهل) ....



اقتربت اكثر واكثر لاديم النظر فوجدتني
اهوي في بئر من نور شديد لم اقو على الانفلات منه الابالصحوة .....

كان حلما

رائعا






_________________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق